تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والصحيح أنه سيخرج إذا اقتضت حكمة الله عز وجل خروجه، حين تملأ الأرض جوراً وظلماً، وانتبهوا لكلمة (تملأ الأرض) أي: لا يبقى عدل ولا إحسان، فإذا ملئت الأرض جوراً وظلماً ولم يبق عدل ولا إحسان حينئذٍ يبعث الله سبحانه وتعالى المهدي، يبين للناس الحق ويدعوهم إليه، ويهديهم الله عز وجل على يديه، هذا هو الصحيح المعتقد عندنا،

وللشيخ عبد المحسن العباد محاضرة في مجلة الجامعة الإسلامية أيام كان الشيخ عبد العزيز بن باز رئيساً للجامعة، وهي محاضرة قيمة أحيل الأخ السائل عليها، حتى يتبين له حكم خروج المهدي.

أما كلمة "المهدي المنتظر" فهذا هو مهدي الرافضة الذي يدعون أنه في سرداب في العراق، وأنه حي، وأنه ينتظر الفرج، وأنه سوف يخرج،

وجهالهم -كما نقل عنهم السفاريني رحمه الله- يخرجون في صباح كل يوم عند هذا السرداب، ومعهم فرس ورمح وماء وعسل وخبز، كل يوم يقولون: ننتظر خروجه في هذا الصباح، من أجل أن يفطر بالخبز والماء والعسل، ثم يركب الفرس برمحه ويخرج إلى الناس يقاتل الظلمة؛ لأن عندهم أو كثير منهم أن كل الناس ظالمون، حتى أبو بكر و عمر رضي الله عنهما ظلمة في رأيهم، يقولون: إنهم ظلموا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأخذوا منه الخلافة واغتصبوها منه، فهم ظلمة وليسوا خلفاء، الخليفة المستحق للخلافة هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ومن العجب أن رأيت للشهرستاني في كتاب الملل والنحل قولاً عجباً، قال: إن أبا بكر و عمر ظلمة، وإن علياً ظالم أيضاً؛ لأنه لم يأخذ بالثأر لنفسه.

نسأل الله العافية! صار هؤلاء عند الشرذمة ظلمة!

لكن عامة الرافضة لا يقولون بهذا، يقولون: إن أبا بكر و عمر كانا ظالمين مغتصبين للخلافة، وأن علي بن أبي طالب هو الخليفة.

ولا شك أن قولهم هذا مرفوض بقول علي بن أبي طالب نفسه، فإنه صح عنه بالنقل المتواتر، أنه قال على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. يعلنها رضي الله عنه، وهذا هو تمام الإنصاف وتمام الحق والعدل منه رضي الله عنه، لكن من يدعون أنهم أتباعه خالفوا طريقه في هذا، وهو قد بايع أبا بكر وبايع عمر وآزرهما، وكان معهما، بل بايع عثمان رضي الله عنهما، وهذا معروف في السير والتاريخ،

فإرداف كلمة (المنتظر) بكلمة (المهدي) هذه مأخوذة عن الرافضة.

ونحن نقول: إن هذا المهدي -أعني: مهدي أهل السنة لا مهدي الرافضة - سوف يخرج إذا اقتضت حكمة الله تعالى ذلك، بحيث تملأ الأرض ظلماً وجوراً،

والذي يقول: اللهم أخرجه، فيه رائحة من الرفض؛ لأنه يعتقد الآن أن الأرض مملوءة ظلماً وجوراً،

والأرض الآن -والحمد لله- ليست مملوءة ظلماً وجوراً، الأرض الآن فيها أناس يحكمون بالعدل، ويقضون بالحق، ويقيمون الشريعة بحسب المستطاع، سواء كانوا من أفراد الشعوب أو من حكام الشعوب، وهذا أمر يعرفه كل واحد، بل إن الناس اليوم ولا سيما الشعوب خير منهم بالأمس.

ظهر ولله الحمد فئات متعددة في البلاد الإسلامية كلها تنادي بالإسلام وتناضل من أجله، وتطبق من الإسلام ما استطاعت، فالإسلام الآن ولله الحمد في مستقبل، حتى في الأمم الكافرة كـ أمريكا و فرنسا و انجلترا وغيرها، فيها فئات كثيرة مسلمة تدعوا إلى الإسلام، والآن الإسلام له وزنه، حتى في أمريكا في الوقت الحاضر والحمد لله، حتى إن رئيس أمريكا هنأ مسلمي أمريكا بعيد الفطر لهذا العام، ومسلمي جميع العالم كما نقل عنه، وهذا يدل على أن الإسلام الآن أصبح له وزنه،

وما ذكر من هؤلاء الطغاة -أعني: من طغاة الكفرة- أن الإسلام يهدد البشرية، فهذا من وحي الشيطان، الإسلام يهدي البشرية ولا يهدد البشرية، أي نظام أحسن من دين الله؟! {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].

السائل: بعض المتقدمين من العلماء يطلق (المنتظر) على المهدي؟

الشيخ: لا يصح هذا، نقول: المهدي كما جاء في الحديث فقط،

ولا نقول: المنتظر.

لقاء الباب المفتوح 53/ 8.

ـ[العبد محمد جواد]ــــــــ[03 - 11 - 09, 08:24 م]ـ

أما بعد: اعلم - رحمني الله وإياك - أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت [النبوي] يؤيد الدين, ويظهر العدل, ويتبعه المسلمون, ويستولي على الممالك الإسلامية, ويسمى بـ (المهدي) , ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أَثَرِه, وأن عيسى - عليه السلام - ينزل من بعده فيقتل الدجال, أو ينزل معه فيساعده على قتله, ويأتم بالمهدي في صلاته وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهور وخروج ((المهدي الفاطمي المنتظر)) , فقد ذكر الشيخ العلامة (محمد بن جعفر الكتاني) في كتابه ((نظم المثناتر من الحديث المتواتر)) (ص144): أن أحاديث (المهدي المنتظر) رويت عن: {ويذکر 19 طريقا} وقد نقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة , و السخاوي ذكر ذلك في ((فتح المغيث)) ونقله عن أبي الحسين الآبري

وفي ((تأليف)) لأبي العلاء إدريس بن محمد بن إدريس الحسين العراقي في المهدي هذا, أن أحاديثه متواترة, أو كادت قال: وجزم بالأول غير واحد من الحفاظ النقاد اهـ

وفي ((شرح الرسالة)) للشيخ جسوس ما نصه: ورد خبر المهدي في أحاديث ذكر السخاوي أنها وصلت إلى حد التواتر اهـ

وفي ((شرح المواهب)) نقلاً عن أبي الحسين الآبري في ((مناقب الشافعي)) قال: تواترت الأخبار أن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي حلفه ذكر ذلك رداً لحديث ابن ماجة عن أنس ولا مهدي إلا عيسى اهـ

وفي ((مغاني الوفا بمعاني الإكتفا)): قال الشيخ أبو الحسين الآبري: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بمجيء المهدي, وأنه سيملك سبع سنين, وأنه يملأ الأرض عدلاً اهـ

الخ ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير