[ذكر بعض مصنفات الأئمة المفقودة، والكلام على بعض مناهج الأئمة فيها، {دعوة للمشاركة}.]
ـ[الذهبي]ــــــــ[06 - 09 - 03, 06:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
ففي هذا الموضوع أذكر – بعون الله وتوفيقه – ما وقفت عليه من الكلام على بعض مصنفات أئمة الحديث – رضي الله عنهم – المفقودة، مع بيان ما أمكن من مناهجهم في هذه المصنفات، وأرجو من الإخوة الكرام المشاركة في هذا الموضوع ليكتمل النفع بإذن الله تعالى.
أولاً: كتاب {الفصل بين النقلة} للإمام ابن حبان البستي – رحمه الله تعالى -.
قال ابن حبان في كتابه الثقات (6/ 27)، لما ترجم لإبراهيم بن طهمان:
((أمره مشتبه، له مدخل في الثقات، ومدخل في الضعفاء.
وقد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات.
وقد تفرد عن الثقات بأشياء معضلات سنذكره إن شاء الله تعالى في كتاب {الفصل بين النقلة} إن قضى الله ذلك.
وكذلك كل شيخ توقفنا في أمره ممن له مدخل ف الثقات والضعفاء جميعًا)).
وقال أيضًا في كتابه المجروحين (1/ 288):
((وإنما بعد هذا الكتاب كتاب: {الفصل بين النقلة}، ونذكر فيه كل شيخ اختلف فيه أئمتنا ممن ضعفه بعضهم، ووثقه بعضهم.
ونذكر السبب الداعي لهم إلى ذلك، ونحتج لكل واحد منهم.
ونذكر الصواب فيه لئلا نطلق على مسلم الجرح بغير علم.
ولا يقال فيه أكثر مما فيه، إن قضى الله ذلك وشائه)).
ثانيًا: كتاب {ذكر أئمة الأقطار المزكين لرواة الآثار} للإمام الحاكم أبي عبد الله النيسابوري:
قال ابن طاهر المقدسي في كتاب {أطراف الغرائب والأفراد} للدارقطني (1/ 46 - 47):
((ولما صنف أبو عبد الله الحاكم كتابه المرسوم بـ {ذكر أئمة الأقطار المزكين لرواة الآثار} ذكر فيه في كل عصر أربعة ممن يستحق أن يكون يزكي إلى أن انتهى إلى الطبقة الحادية عشر فذكر فيها أربعة:
أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبو علي الحسين الماسرجسي، وأبو عبد الله محمد بن العباس الضبي الهروي)).
ثم أخذ ابن طاهر ينتقد الحاكم في ذكره بعض الأئمة في طبقة أنزل من طبقاتهم، فليرجع إليه من شاء.
ثالثًا: كتاب {المغازي} لموسى بن عقبة – رحمه الله تعالى -:
أورد الإمام الذهبي في السير (6/ 115) لما ترجم لموسى بن عقبة أن الإمام مالك قال:
((عليكم بمغازي موسى، فإنه رجل ثقة، طلبها على كبر السن، ليقيد من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكثر كما كثر غيره)).
قال الإمام الذهبي: ((هذا تعريض بابن إسحاق، ولا ريب أن ابن إسحاق كثر وطول بانساب متوفاة اختصارها أملح، وبأشعار غير طائلة حذفها أرجح، وبآثار لم تصحح، مع أنه فاته شيئ كثير من الصحيح لم يكن عنده، فكتابه محتاج إلى تنقيح وتصحيح ورواية ما فاته.
وأما مغازي موسى بن عقبة فهي في مجلد ليس بالكبير، سمعناها، وغالبها صحيح، ومرسل جيد، لكنها مختصرة تحتاج إلى مزيد بيان وتتمة.
وقد أحسن في عمل ذلك الحافظ أبو بكر البيهقي في تأليفه المسمى بـ: كتاب دلائل النبوة)).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 09 - 03, 07:20 ص]ـ
بارك الله في شيخنا (الذهبي) لطرحك مثل هذا الموضوع المفيد، واسمح لي بهذه المشاركة ..
رابعاً: كتاب ((تمييز المزيد في متصل الأسانيد)) للخطيب البغدادي ــ رحمه الله ــ.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في ((شرح العلل)) عندما تكلّ عن مسألة المزيد في متصل الأسانيد:
[وقد صنف في ذلك الحافظ أبو بكر الخطيب مصنفاً حسناً سماه ((تمييز المزيد في متصل الأسانيد))، وقسمه قسمين:
أحدهما: ما حكم فيه بصحة ذكر الزيادة في الإسناد وتركها.
والثاني: ما حكم فيه برد الزيادة وعدم قبولها.
ثم إن الخطيب تناقض، فذكر في كتاب الكفاية للناس مذاهب في اختلاف الرواة في إرسال الحديث ووصله، كلها لا تعرف عن أحد من متقدمي الحفاظ، إنما هي مأخوذة من كتب المتكلمين.
ثم إنه اختار الزيادة من الثقة تقبل مطلقاً كما نصره المتكلمون وكثير من الفقهاء، وهذا يخالف تصرفه في كتاب تمييز المزيد، وقد عاب تصرفه في كتاب تمييز المزيد بعض محدثي الفقهاء، وطمع فيه لموافقته لهم في كتاب الكفاية].
ـ[الذهبي]ــــــــ[06 - 09 - 03, 09:04 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا خليل، ونفع بعلمك، وأثابك على مجهودك خيرًا.
ونرجو المزيد من المشاركات منكم، ومن باقي الإخوة الكرام، بارك الله فيهم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 09 - 03, 10:09 م]ـ
أخي الحبيب الغالى الذهبي رعاه الله ....
موضوع مفيد , ولم يتبين لي شرطكم فيه لكن يغلب على ظني انه مقصور على علم صناعة الاسناد وتوابعها.
ولعلي اذكر شيئا مما وقع لي:
1 - من هذا كتاب للمنذري رحمه الله فيه ذكر ترجيح التشديد في اسم
(عبدالله بن سلام) خلافا لاكثر الحفاظ. ولا اعلمه الا مفقودا.
2 - اشهر مسانيد الدنيا مسند بقى بن مخلد رحمه الله:
وهو مرتب على ابواب الفقه وعلى مسانيد الصحابة فهو مسند ومبوب.
وله كذلك التفسير العظيم الذي قال عنه ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره.
والتفسير قد وقع جملة منه الى بعض العلماء ونقلوا منه وكذلك المسند شيئا يسير منه.
3 - فضائل الصحابة لوكيع بن الجراح .. وقيل انه قدم فيه ذكر على بن ابي طالب على عثمان.
¥