[حكم ما يسمى بالنكت (للمشاركة)]
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[08 - 09 - 03, 03:25 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
الحديث:
أخرج الترمذي في جامعه: قال:
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا بهز بن حكيم حدثني أبي عن جدي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له " قال وفي الباب عن أبي هريرة قال هذا حديث حسن.
وأخرج أبوداود في س - ه: قال:
حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا يحيى عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " حسن.
وأخرج مسلم في صحيحه: قال:
وحدثناه محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ".
الشرح:
قوله: (ويل) أي هلاك عظيم (ليضحك) بضم أوله وكسر الحاء من الإضحاك (به) أي بسبب تحديثه أو الكذب (القوم) بالنصب على أنه مفعول ثان ويجوز فتح الياء والحاء ورفع القوم ثم المفهوم منه أنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس به كما صدر مثل ذلك من عمر رضي الله تعالى عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حين غضب على بعض أمهات المؤمنين. قال الغزالي: وحينئذ ينبغي أن يكون من قبيل مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون إلا حقا ولا يؤذي قلبا ولا يفرط فيه. فإن كنت أيها السامع تقتصر عليه أحيانا وعلى الندور فلا حرج عليك. ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة , ويواظب عليه ويفرط فيه ثم يتمسك بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهو كمن يدور مع الزنوج أبدا لينظر إلى رقصهم , ويتمسك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة رضي الله عنها في النظر إليهم وهم يلعبون (ويل له ويل له) كرره إيذانا بشدة هلكته , وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل شر.
(تحفة الأحوذي .. بتصرف)
وقال المناوي في فيض القدير:
" ويل للذي يحدث فيكذب: في حديثه، ليضحك به القوم ويل له ويل له: كرره إيذاناً بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة كان أقبح القبائح، ومن ثم قال الحكماء: إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة ".
قلت: الظاهر من الأحاديث التي مضت أن الحديث بغير الصدق هو عين الكذب، ومن ذلك ما يسمى بالنكت،،،والله أعلم.