تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يسمع من ابي موسى , و قال ابو حاتم و ابو زرعة: لم يره قال ابن المديني: روي عن الحسن ان سراقة حدثهم قال: و هذا اسناد ينبو عنه القلب ان يكون الحسن سمع من سراقة , الا ان يكون معنى حدثهم:حدث الناس , قال: فهذا اشبه و هكذا قال الترمذي: لم يثبت له سماع من علي (ع) ((1012)).

و قد تقدم الجواب عن ذلك , و انه كان لا يرسل الا عن ثقة , و لذلك قال ابن المديني و ابو زرعة و غيرهما: مرسلات الحسن صحاح , و ان لها اصلا ثابتا وجده الاعلام ((1013)).

و كان الرجل في محذور عن تسمية الرجال , و لا سيما اذا كان عن الامام امير المؤمنين علي (ع) او احداصحابه المعروفين.

قال الطبري: كان الحسن فقيها فاضلا, لا يشك في حديثه فيما روى , و كان كثير المراسيل و كثير الرواية عن قوم مجاهيل , و عن صحف قد وقعت اليه لقوم اخذها منهم و روي عن مساور, قال: قلت للحسن: عمن تحدث هذه الاحاديث؟ قال: عن كتاب عندنا سمعته من رجل.

قال المحقق التستري ـ تعليقا على هذا الكلام ـ: و لعله اشارة الى كتاب سليم ابن قيس الهلالي الذي وقع بيده و سمعه من ابان بن ابي عياش , على ما اسلفنا.

و قال ـ اخيرا ـ: و الرجل ـ كما رايت ـ مختلف فيه , الا ان الاحسن حسنه و تقواه و تقيته ((1014)).

و اما تهمة الانحراف فمستندها حكايات هي اشبه بالاوهام:.

من ذلك ما ارسله صاحب كتاب الاحتجاج: ان عليا (ع) مر ـ بعد واقعة الجمل ـ بالحسن البصري و هويتوضافقال: يا حسن اسبغ الوضؤ, فقال: يا امير المؤمنين , لقد قتلت بالامس اناسا يشهدون الشهادتين ويصلون الخمس و يسبغون الوضؤ عدونا؟ فقال: لقد خرجت , وانا لا اشك ان التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر, فلما انتهيت الى موضع من الخريبة (موضع وقع قتال الجمل فيه) ناداني مناد: ارجع يا حسن , فان القاتل و المقتول في النار فقال علي: صدقك ذاك اخوك ابليس , ان القاتل و المقتول منهم في النار ((1015)).

و هكذا ارسل القطب الراوندي: ان عليا (ع) قال له: اسبغ طهورك يا لفتي ((1016)) , فقال: لقد قتلت بالامس رجالاكانوا يسبغون الوضؤ حزنك قالوا: فما راينا الحسن قط الا حزينا, كانه يرجع عن دفن حميم , او خربندج ضل حماره فقيل له في ذلك , فقال: عمل في دعوة الرجل الصالح ((1017)).

و ذكر ابن ابي الحديد فيمن كان يبغض عليا (ع) الحسن البصري , قال: روى عنه حماد انه قال: لو كان علي ياكل الحشف ((1018)) بالمدينة لكان خيرا له مما دخل فيه و رووا عنه انه كان من المخذلين عن نصرته و روي عنه ان عليا (ع) رآه و هو يتوضا ـ و كان ذا وسوسة ـ فصب على اعضائه ما كثيرا, فقال له: ارقت ما كثيرا ياحسن , فقال: ما اراق امير المؤمنين من دما المسلمين اكثر ان مات ((1019)).

هذا كل ما قيل بشانه دليلا على انحرافه عن الامام امير المؤمنين (ع) , لكنها روايات لا اسناد لها, فضلا عما بينهامن تهافت و تضارب , و قد انكرها ابن ابي الحديد بشدة على ما سنذكر.

قلت: و لحسن الحظ ان واضع هذه الروايات قد ذهب عنه ان الحسن ـ و هو غلام يافع ـ لم يكن له شان ذلك اليوم , و لم يكن حاضر البصرة يوم الجمل , و لم يخرج الى العراق بعد, الا في ايام طعن في السن و كبر, ايام عبدالملك بن مروان و ما بعده كما يظهر من رواية الوراق: كان جابر بن زيد رجل اهل البصرة , فلما ظهر الحسن جارجل كانما كان في الاخرة ((1020)) و جابر بن زيد توفي سنة (93 او 103).

كان الحسن عند مقتل عثمان لم يبلغ الحلم قال ابن سعد: كان للحسن يومذاك اربع عشرة سنة قال ابو رجا: قلت للحسن: متى عهدك بالمدينة؟ قال: ليالي صفين قلت: متى احتلمت؟ قال: بعد صفين عاما ((1021)) و قال ابن حبان: احتلم سنة (37) , و ادرك بعد صفين ((1022)).

و عليه فكان يوم الجمل غلاما حوالي البلوغ ما بين (14 ـ 15) سنة , فضلا عن كونه بالمدينة حينذاك و لم يخرج الى العراق و قد عرفت تصريح العلما بذلك ((1023)).

و اليك من كلام ابن ابي الحديد في ذلك:.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير