قال: فاما اصحابنا فانهم يدفعون ذلك عنه و ينكرونه , و يقولون: انه كان من محبي على بن ابي طالب (ع) والمعظمين له و روى ابو عمرو ابن عبد البر في كتابه ((الاستيعاب)) ان انسانا سال الحسن عن علي (ع) , فقال:كان و اللّه سهما صائبا من مرامي اللّه على عدوه , و ربانى هذه الامة و ذا فضلها, و ذا سابقتها, و ذا قرابتها من رسول اللّه (ص) لم يكن بالنؤمة عن امر اللّه , و لا بالملومة في دين اللّه , و لا بالسروقة لمال اللّه اعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة , ذلك على بن ابي طالب , يا لكع ((1024)).
و روى الواقدي , قال: سئل الحسن عن علي (ع) , و كان يظن به الانحراف عنه , و لم يكن كما يظن , فقال: مااقول فيمن جمع الخصال الاربع: ائتمانه على براة , و ما قال له الرسول في غزاة تبوك: فلو كان غير النبوة شي يفوته لاستثناه , و قول النبى (ص): ((الثقلان كتاب اللّه و عترتي)) , و انه لم يؤمر عليه امير قط, و قد امرت الامراعلى غيره.
و روى ابان بن ابي عياش , قال: سالت الحسن البصري عن علي (ع) , فقال: ما اقول فيه السابقة , والفضل , و العلم , و الحكمة , و الفقه , و الراي , و الصحبة , و النجدة , و البلا, و الزهد, و القضا, و القرابة ان علياكان في امره عليا رحم اللّه عليا, و صلى عليه.
فقلت: يا ابا سعيد, اتقول: ((صلى عليه)) لغير النبى على النبى وآله , و علي خير آله.
فقلت: اهو خير من حمزة و جعفر؟ قال: نعم قلت: و خير من فاطمة و ابنيها؟ قال: نعم و اللّه انه خير آل محمدكلهم و من يشك انه خير منهم , و قد قال رسول اللّه (ص): ((و ابوهما خير منهما)) ((زوجتك خير امتي)) اصحابه , فخى بين على و نفسه فرسول اللّه (ص) خير الناس نفسا, و خيرهم اخا.
فقلت: يا ابا سعيد, فما هذا الذي يقال عنك , انك قلته في على؟ فقال: يا ابن اخي ,احقن دمي من هؤلا الجبابرة , و لولا ذلك لشالت بي الخشب ((1025)).
و ذكر ابو الفتح محمد بن علي الكراجكي (ت 449) ان الحجاج بن يوسف كتب الى الحسن البصري و الى واصل بن عطا و عمرو بن عبيد و عامر الشعبي , ان يخبروه بقولهم في القضا و القدر.
فكتب اليه الحسن: ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع) فانه قال: يا ابن آدم ازعمت ان الذي نهاك دهاك , و انما دهاك اسفلك و اعلاك و ربك بري من ذاك)).
و كتب اليه واصل: ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع) فانه قال: ما تحمد اللّه عليه فهو منه و ماتستغفر اللّه عنه فهو منك)).
و كتب اليه عمرو: ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع) فانه قال: ان كان الوزر في الاصل محتوما, لكان الموزور في القصاص مظلوما)).
و كتب اليه الشعبي: ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع): من وسع عليك الطريق , لم ياخذ عليك المضيق)).
فلما قرا الحجاج اجوبتهم , قال: قاتلهم اللّه , لقد اخذوها من عين صافية ((1026)).
و قال الشريف المرتضى: و احد من تظاهر من المتقدمين بالقول بالعدل , الحسن بن ابي الحسن البصري كان يقول: من زعم ان المعاصي من اللّه ـ عز و جل ـ جا يوم القيامة مسودا وجهه , ثم قرا: (و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودة) ((1027)) ـ و ذكر عنه كثيرا من اقواله في ذلك ـ ثم قال: و روى ابو بكر الهذلي ((1028)) ان رجلا قال للحسن: ان الشيعة تزعم انك تبغض عليا (ع) مرامي ربنا ـ عز و جل ـ على عدوه , رباني هذه الامة , ذو شرفها وفضلها, و ذو قرابة من النبى (ص) قريبة , لم يكن بالنؤمة عن امر اللّه , و لا بالغافل عن حق اللّه , و لا بالسروقة من مال اللّه , اعطى القرآن عزائمه فيما له و عليه , فاشرف منها على رياض مونقة , و اعلام بينة ذلك ابن ابي طالب , يا لكع قال: و اتى على بن الحسين (ع) يوما الحسن البصري , و هو يقص عند الحجر, فقال: اترضي يا حسن نفسك للموت؟ قال: لا, قال: فعملك للحساب؟ قال: لا, قال: فثم دار للعمل غير هذه الدار؟ قال: لا, قال: فلله في ارضه معاذ غير هذا البيت؟ قال: لا, قال: فلم تشغل الناس عن التطواف؟ ((1029)).
و رواه ابن خلكان بتبديل لفظ ((يا حسن)) بـ ((يا شيخ)) , و عقبه: فما قص الحسن بعدها ((1030)).
¥