فمن خلال هذا البحث، وما ورد فيه، يتبين لنا أن الذكر الجماعي ليس له أصل في دين الله تعالى، إذ لم ينقل عن النبي r ولا عن الصحابة الكرام أنهم كانوا يذكرون الله جماعة، ولم يفعله السلف الصالح رضي الله عنهم، بل أنكروا على من فعل ذلك، ولم تنتشر هذه البدعة إلا بقوة السلطان، وذلك على يد المأمون بن هارون الرشيد، لما أمر به ودعا إليه ثم اعتاده الناس، وشاع بينهم حتى أصبح عندهم كالفريضة.
وقد احتج أصحاب هذه البدعة بنصوص عامة لا تسعفهم صراحة عند الاستدلال بها. وقد استدلوا كذلك بمصالح - ادعوها - للذكر الجماعي، وقد سقنا - والحمد لله - الجواب عن حججهم، بل وذكرنا بعضاً من مفاسد هذه البدعة في مبحث مستقل خلال هذا البحث، وبينا بعضاً من أضرارها على صاحبها، وعلى غيره.
وأسأل الله أن أكون قد وفقت في إخراج هذا البحث، وما كان فيه من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمني، والله ورسوله منه براء، وأسأل الله القبول، والحمد لله رب العالمين.
الحواشي والتعليقات
(1) هذه خطبة الحاجة التي كان النبي r يستفتح بها خطبه، رواها الإمام أحمد في المسند (1/ 392 - 293) وأبو داود (2118)، والترمذي (1105)، وابن ماجه (1892). وأخرج بعضها الإمام مسلم في صحيحه (867) و (868) وللشيخ الألباني رسالة مطبوعة في إثبات صحتها عن النبي r وقد صححها كذلك في صحيح أبي داود (860) وصحيح ابن ماجه (1535)، وفي تخريج مشكاة المصابيح 3149).
(2) انظر: تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي (1/ 246).
(3) أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718) من حديث عائشة.
(4) انظر: تفسير السعدي المسمَّى (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) (6/ 609)، ط مؤسسة السعيدية بالرياض.
(5) القاموس المحيط (507)، لسان العرب لابن منظور (5/ 48).
(6) مفردات الراغب (328).
(7) انظر: الموسوعة الفقهية (21/ 220)، والفتوحات الربانية (1/ 18).
(8) الموسوعة الفقهية (21/ 252).
(9) تاريخ الأمم والملوك (10/ 281).
(10) البداية والنهاية (10/ 282).
(11) دراسات في الأهواء (ص 282).
(12) انظر: الإبداع في مضار الابتداع (317).
(13) الإبداع في مضار الابتداع (316).
(14) الإبداع في مضار الابتداع (317).
(15) السنن والمبتدعات (60)، وعلم أصول البدع (151).
(16) السنن والمبتدعات (60).
(17) انظر: علم أصول البدع (151).
(18) إصلاح المساجد (ص 111).
(19) مسك الختام في الذكر والدعاء بعد السلام (123).
(20) الحوادث والبدع (126).
(21) تقديس الأشخاص (3361).
(22) تقديس الأشخاص (1/ 336).
(23) البدع وما لا أصل له (ص 425).
(24) التحقيق والإيضاح لكثير من مناسك الحج والعمرة (35).
(25) مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف للألباني (63) رقم (166).
(26) انظر: حجج من أجاز الذكر الجماعي في كتاب (نتيجة الفكر في الجهر بالذكر) للسيوطي (2/ 23 - 29) مطبوع ضمن الحاوي للفتاوي وكتاب صفة صلاة النبي r لحسين السقاف (ص 244 - 257).
(27) البخاري (6408)، ومسلم (2689) عن أبي هريرة.
(28) فتح الباري (11/ 212).
(29) رواه أحمد في المسند (4/ 124)، والطبراني في الكبير (7/ 290 ح 7163).
(30) انظر الموقظة للذهبي (ص 83).
(31) البخاري (7405)، ومسلم (2657) عن أبي هريرة.
(32) ما جاء في البدع (ص 48 رقم 25).
(33) مسلم (2701) عن معاوية.
(34) أخرجه أبو داود (3667) وهو في صحيح أبي داود (3114).
(35) تفسير ابن أبي حاتم (3/ 1048).
(36) تفسير ابن جرير (4/ 438 ح 12081).
(37) تقريب التهذيب (401).
(38) سير أعلام النبلاء (5/ 206).
(39) البخاري (2/ 225، 226)، ومسلم (ح 392) في الصلاة، وأبو داود (ح 836)، والنسائي (2/ 233).
(40) المعجم الكبير (قطعة من جزء 13 رقم 324) من طريق فضيل بن سليمان عن محمد بن أبي يحيى، وسنده ضعيف.
(41) انظر: تهذيب الكمال وحاشيته (23/ 274، 275).
(42) عمل اليوم والليلة لابن السني (ص 53).
(43) تقريب التهذيب (193).
(44) تحفة الأحوذي شرح الجامع للترمذي (1/ 246).
¥