تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماهو حكم الأجراس المعاصرة]

ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 06 - 02, 10:41 ص]ـ

كشف الغلس في حكم الجرس

مقدمة

إلى من يقرأ هذه الرسالة من المسلمين من أخيهم / ماهربن ظافر القحطاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....... أما بعد

فقد قال الله تعالى: (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وقال: [وما بكم من نعمة فمن الله ... ] فمن نعم الله تعالى على المسلمين في هذا الزمان هذه المخترعات الآلية والكهربائية المفيدة، فهي وإن كانت من صنع الإنسان ولكن لولا الله وحده لاشريك له لما صنعت ولما ركبت ولما دارت فاشتغلت قال تعالى: [والله خلقكم وما تعملون ... ] فمن خلق مادتها ومن خلق العقول التي ركبتها والأيدي التي صنعتها [أءله مع الله تعالى الله عما يشركون].

فلا يبهرنَّك أيها المسلم الموحد ما تراه بعينك أو تسمعه بأذنك من هذا الإتقان للمخترعات المتقدمة عند الصنَّاع من المشركين والكفار فهي في واقع الأمر برهان على إتقان من خلق تلك العقول والأيدي [الذي أتقن كل شئ ... ] [إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون] [أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون]. ثم إنَّ ماتراه من تقدمهم في باب الصناعات المعقدة إنما هو متاع الحياة الدنيا، والأخرة خيرُ وأبقى ولكن لمن إتقى قال تعالى: [بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى].

روى الترمذي في جامعه عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله r :[ لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء]. ثم إن هذا الذي أنعم الله به عليهم مع إقامتهم على الكفر والشرك والمعصية إنما هو إستدراج منه عزَّ وجل ليزدادوا إثماً وليوفيهم أجورهم وفي الآخرة عذاب اليمُ مقيم نسأل الله معافاته قال تعالى: [فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لايعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين] ثم إنه يريد أن يعذبهم بها فتزهق أنفسهم وهم كافرون كما قال تعالى: [فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون]. ولقد حقر الله علمهم الدنيوي لما جهلو علم الآخرة والعمل به بتوحيد الله وشكره على نعمه بالعمل بمقتضاه من ترك الشرك به ومعصيته مع العمل بطاعته فقال: [يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الأخرة هم غافلون] ولقد فُتن كثيرٌ من ضعاف الإيمان بهذه الحضارات الإختراعية الزائفة فتشبهوا بالكفار في لباسهم وكلامهم وهيئتهم وقد قال النبي r :[ من تشبه بقوم فهو منهم] حتى ربما ترك بعضهم بلاد المسلمين إحتقاراً لها وذهب يقيم بأسرته بين ظهرانيهم قال بن تيمية: [والمشابهة في الظاهر توجب الموادة في الباطن] وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي (1530) عن جرير بن عبدالله قال: قال رسول الله r [ أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قالوا يارسول الله ولم قال: لاتريا نارهما] قال الإمام أحمد أي إذا أشعل الكافر ناراً لايراها المسلم وإذا أشعل المسلم ناراً لايراها كافر قلت: وهو نهي عن قربانهم ومساكنتهم والإقامة معهم لأن ذلك ذريعة للتخلق بأخلاقهم ثم صحبتهم ثم مودتهم في الباطن والوقوع في ما وقعوا فيه من الكفر فإن المحب لمن يحب مطيع وهذا لايعني ألا يأخذ المسلم بأسباب التقدم في الإختراع للنصر على الأعداء وإرهابهم وقد قال تعالى: [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم]. ولإعانة المسلمين بتسهيل أمور معاشهم، وفي صحيح البخاري (2767) عن أبي هريرة مرفوعاً [ ... ويعين الرجل على دابته فيحمله عليها أو يرفع متاعه صدقة]. فهذا مطلوب وهو سببُ شرعي لايتركه إلا من كان في عقله نقص ولكن المطلوب الأول الذي لا تحصل ثمرة ذلك المطلوب إلا به عودة المسلمين لعقيدتهم الصحيحة المستقاة من الكتاب والسنة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير