تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن سماع الأغاني لما جاء في صحيح البخاري: [ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف].

واستعماله في الأذان والعلم موافق لمقصود الشارع من إعلان الأذان وبث العلم.

أما استعماله في إخراج قراءة الإمام من المسجد فيخالف مقصود الشارع من ثلاث جهات:

الأولى/ أن النبي r قد قال: [لايجهر بعضكم على بعض بالقرآن]. وقد أخبرني بعض النساء أنهن لا يقدرن على أداء الصلاة في البيوت في وقتها الواجب الموسع الإختياري من التشويش الذي يحصل من جراء إخراج الإمام قراءته عبر المكبرات الصوتية فمن حقهن أن يصلين في أي وقت يردن الصلاة فيها خلال وقت الصلاة الشرعي ومنعهن بإخراج قراءة الإمام فيه هدرٌ لهذا الحق الشرعي وكذلك المرضى ومن له عذر عن الصلاة في المسجد.

الثاني/ أنه ليس من توقير كتاب الله العزيز وتعظيمه أن يكبر صوت الإمام عند القراءة في الصلاة فيخرج خارج المسجد ويبقى كثير من الناس لاينصتون له بل هم مشغولون عنه فيكون إخراج القراءة من هذه الجهة لا فائدة فيها.

ثالثاُ/ قد ذكر الشيخ صالح الفوزان أن إخراج الإمام للقراءة خارج المسجد ذريعة للرياء أنتهى. والسلف كانوا يحرصون على إخفاء الأعمال خوفاً من الرياء فما بال هؤلاء يحرصون على إظهارها فهل أمِنوا على أنفسهم من الرياء والسمعة وقد خاف السلف على أنفسهم منه فسدوا ذرائعه وسبله ولقد سمعت بعض الأئمة الذين يخرجون قراءتهم بالمكبرات خارج المسجد يقول زوجة فلان مؤذن المسجد تقول لزوجها أن صوتي يعجبها فغضب عليها زوجها وقال: هو منافق!!!

فهذا المُخرج لصوته بمكبرات الصوت لاينبغي أن يأمن على نفسه الفتنة وهو يعلم أن الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم.

فهو يعلم أن نساء الحي وغيرهن يسمعونه فترى الشيطان والنفس الأمارة والهوى يدعوانه للتصنع في القراءة لإطرابهم ليقولوا قارئ حسن الصوت ولقد حدثت عن هذا الإمام نفسه أنه يلتفت بوجهه عن القبلة أثناء الصلاة إلى مكبر الصوت ليضع فمه عليه ليحسِّن قراءته وقد ركَّب على مأذنته ثمانية مكبرات واشترى جهازاً بالآف الريالات حتى أفزع بعض أطفال الحي وأيقظهم من النوم ولا حول ولا قوة إلا بالله. فماالداعي لكل هذا ... وهذا وغيره يعلم أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة منهم القارئ يقال له قرءت ليقال قاري فيكون من أول من تسعر به النار يوم القيامة ولا شك أن ذلك المرائي الهالك كان يحرص على إخراج قراءته والجهر بها ليسمعه الناس وقد جاء في الحديث فضل قراءة السر على الجهر كفضل صدقة السر على العلانية كل ذلك لسد أبواب الرياء، وألحق بذلك بعض المحققين من أهل العلم الإقامة مستدلاً بحديث عبدالله بن زيد في قصة رؤيا الأذان أن عبدالله بن زيد رأى المؤذن يؤذن على جذم جدار ولما أراد الإقامة نزل فاستنبط أن مقصود الشارع إذاعة الأذان وقصر الإقامة على من هو داخل المسجد ولحصول التشويش بها، ولقد صار الناس يزهدون في هذا العصر في إنتظار الصلاة في المسجد مع أن منتظر الصلاة في صلاة ما انتظرها كما جاء ذلك في السنة تقول الملائكة اللهم أغفر له اللهم ارحمه فكان ذلك منهم بسبب إعلان الإقامة وتهاونهم فيقول أحدهم أنتظر حتى اسمع الإقامة ويتخذ ذلك عادة يتأخر بها عن إدراك فضيلة إنتظار الصلاة وإدراك تكبيرة الإحرام.

الثاني/ عرض الصور على التلفاز والفديو ولو للنفع:

فإنَّ القول بأن هذه الصور المعروضة مباحة لأنها ذات خلق الله فهي حبس ظل مغالطة (1) ليس لها حقيقة فإنهم قاسوها بالمرآة وهو قياس مع الفارق لأن الصورة المعروضة على المرآة منعكسة والصور المعروضة على ورقات الصور الفوتغرافية أو الشاشة التلفزيونية مثبتة بألوان وهذا التثبيت هو التصوير

لأن التصوير تفعيل أي أن فيه عمل يد لنقش الصورة وتلوينها وتثبيتها فيكون على هذا قياسهم بالمرآة

(1) - ذكر ذلك الشيخ صالح الفوزان جزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير