تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يجوز طرد الملائكة من أجل ذلك حرم تعليق الصور في المنازل وهو قوله r كما في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها: إن الملائكة لاتدخل بيتاً فيه كلب أو صورة. وكذلك قال r في الجرس قال بن حزم: إن الصورة إذا عرضت طردت الملائكة ولا يجوز طرد الملائكة قلت وكذلك لايجوز طردها بالجرس ولا أحد يقول بكراهة أو بجواز إقتناء شئ يكون سبباً في طرد ملائكة الرحمة.

فإذا كان طرد المؤمنين بلا ذنب أو سبب شرعي محرمة لأنها أذية له فكيف بمن لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ويقول شيخ الإسلام: الشريعة جاءت بالمتماثلات فلم تفرق بين متماثلين ولم تجمع بين متفرقين فالقول بتحريم طرد الملائكة بالجرس كتحريم طردهم بالصور ولذلك تغير النبي ووقف بالباب ولم يدخل لما كان في بيته صور لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة وكذلك ينبغي أن يكون موقف صاحب البيت الذي فيه جرس.

فائدة / قال [صاحب عون المعبود]: وظاهر اللفظ العموم فيدخل فيه الجرس الكبير والصغير سواء كان في الأذن أو الرجل أو عنق الحيوان وسواء كان من نحاس أو حديد أو فضة أو ذهب (كتاب الخاتم) حديث إن مع كل جرس شيطان. عون المعبود شرح سنن أبي داود

ثانياً/ لأنه مزامير الشيطان، ومزامير جمع مفرده مزمار قال صاحب كتاب لسان العرب والمزمار هو الآلة التي يزمر بها قال الجوهري المزمار واحد المزامير والمزمار والزمارة ما يزمر فيه.

فإذا كان ذلك كذلك فمزامير الشيطان آلاته التي تعينه على إلهاء وإفساد بن آدم وكل ما كان سبب لمحرم فهو محرم

قال صاحب المرقاة: وأضاف إلى الشيطان لأن صوته لم يزل يشغل الإنسان عن الذكر والفكر.

قلت: فإذا كان مقصد الشيطان إضلال بني آدم وإغوائهم قال تعالى: [ولا أغوينهم أجمعين] فالواجب تعطيل جميع آلات حربه التي تعينه على الإنتصار في المعركة مع بني الإنسان قال تعالى: [الم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنّه لَكُم عدو مبين وأن أعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلٍ كثيراً أفلم تكونوا تعقلون] فالذي يعينه على نصب آلاته التي يضل بها بني آدم كالمعازف والمزامير فلا عقل له.

وإذا كان هذا المزمار وهو الجرس قد قال عنه النبي مزامير الشيطان فليس هناك فائدة من ذكر النبي لهذا الخبر إلا لأنه يتضمن النهي عنه لأن المتصور من أي آله مكن الله الشيطان منها أنها فتنة لإبتلاء بني آدم واستعمال الشيطان لهذه الآله لايكون إلا في تحقيق وعده في إغواء بني آدم وإلهائهم عن ذكر الله ولقد حرم الله كل ما يلهي أو يشغل عن ذكر الله فقال: [ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون]. والأصل في النهي أنه للتحريم كما هو مقرر في علم الأصول فإذا كان الشئ الذي أصله مباح نهى عنه إذا كان يشغل فكيف بما هو سلاح الشيطان وآلته وهو الجرس مزاميرالشيطان فلا يحل تمكين مزامير الشيطان من أن تبلغ آذان أهل الإسلام لكي لا تشغلهم عما خلقوا له من توحيد وذكر الرحمن ومعصية للشيطان.

فإن قيل لكن أجراس العصر يشغل بعضها للحظات كأجرس الهاتف والمدارس قلنا لم يفرق الشرع في النهي بين أن يدق للحظة أو للحظات وما يدرى المسلم لعل الشيطان يترصد في تلك اللحظات فيتمكن من فريسته فيصادف قلباً غافلاً فيهلك بن آدم وهل يحل سماع المعازف للحظات في المذياع وغيره فإذا كان الجواب لا وهو كذلك فالشريعة جاءت بالمتماثلات.

ثالثاً / النبي r أقر الإنكار على ما يسمى بزامير الشيطان فوجب النهي عن كل ما يسمى مزامير الشيطان.

روى البخاري (899) عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله وذلك في يوم عيد فقال رسول الله يا أبا بكر إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا.

وفي رواية له: وعندها جاريتان في أيام منى تدفان وتضربان ... وفيها فقالت: فأنتهرهما وفي تلك الرواية قال أمزامير الشيطان في بيت رسول الله، فقال النبي دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير