تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نساؤنا والعلم الشرعي .. الى أين؟؟؟]

ـ[كريمة المروزية]ــــــــ[11 - 09 - 03, 10:50 م]ـ

العناية بتعليم النساء العلم الشرعي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لقد أهتم الاسلام بالعلم ورفع مكانة أهله، فكم جاءت النصوص الشرعية في الحث على تعلمه وتعليمه، وليس هذا فقط في حق الرجال بل الخطاب أيضاً فيه للنساء، وما هذا إلا صيانة للمرأة ورفعةً لمكانتها وعزتها، بل هو وربي تشريفٌ لها وأي تشريف.

غير أن العلم لهنَّ ليس مقتصراً على التعلم فقط، لا بل هو أيضاً في التعليم ونشر العلم والدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه؟!.

وهذا لعمر الله الذي كانت عليه المؤمنات في الرعيل الأول، ومن تبعهنَّ إلى عصرنا هذا.

ومن أَمْعَنَ النظر في صفحات كتب السير والتاريخ لوجد فيها نوابغ النساء في كافة الفنون، فهناك الفَقِيْهَات، وكذا المُحَدِّثَات المُسْنِدَات، بل والمفسرات، والعالمات في علوم اللغة وأدبها، وإنْ دل على شيءٍ هذا، فإنما يدل على أمرين:

الأول: على حرص نساء السلف رضوان الله عليهن على العلم، وشغفهنَّ به أشدّ ما يكون.

والثاني: خدمة العلماء وتيسير العلم لهن، إذ هُنّ مربيات أبناء المسلمين، فيلزم الحرص كل الحرص عليهن، وتعليمهن كل العلوم، لينشئن جيلاً إسلامياً فريداً كجيل الرعيل الأول، عليه سحائب الرحمات.

والذي أعنيه الآن، لماذا لا يكون في عصرنا هذا مثل أولئك الرائدات في العلم والتربية والقدوة؟

و لماذا لا يصبح سمة نساء عصرنا حبهنَّ للعلم وتحصيله؟

ولماذا لم ينشئن أولادهنّ مثل أولئك الأمهات الفاضلات، كأم الإمام أحمد رحمهما الله، حين كانت تجهزه من الفجر للعلم وتحصيله من العلماء.

وكأم سفيان الثوري رحمهما الله حين كانت تقول له:

" يا بني:

إذا كتبت عشرة أحرف، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك، وحلمك، ووقارك؟

فإن لم تر ذلك، فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك.

وحين قالت له أيضاً: " يابني: اطلب العلم، وأنا أكفيك بمغزلي " [الورع لأحمد (113)]

لننظر كيف كان اهتمام الأم ببنيها، فليحذوا نسائنا اليوم كحذوهن في تعلم العلم وتعليمه وتربية أبنائهن على حبه، فهم يربون أولادهن على تقوى من الله ورضوان، فما بالنا نربي أولادنا اليوم على شفا جرفٍ هار، وعلى الترف والبذخ والبعد عن الله. إلا من رحم الله وقليلٌ ما هم.

سبحان الله!

أين الأمهات الفاضلات، المؤمنات الورعات، ليعيدوا لنا مجد أمهات المسلمين، أين أمهاتنا المخلصات العاملات، لله درههن، كدت أن لا أراهم إلا في كتاب، أو تحت تراب.

ومن روائع العلامة المجاهد عبد الحميد بن باديس رحمه الله في هذا الأمر يقول:

" إن الجهالة التي فيها نساؤنا اليوم هي جهالة عمياء، وإنّ على أوليائهن المسؤولين عنهن إثماً كبيراً فيما هنّ فيه، وأن أهل العلم والإرث النبوي مسؤولون عن الأمة، رجالها ونسائها، فعليهم أن يقوموا بهذا الواجب العظيم في حق النساء بتعليمهنّ خلف صفوف الرجال، وفي يومٍ خاص بهن اقتداء بالمعلم الأعظم، عليه وعلى آله الصلاة والسلام " [هدي النبوة (133)]

أقول: وحال اليوم من أولياء الأمور، حالٌ يرثى له، حرص على المطعم والملبس والمسكن، ونسيانٌ وإهمالٌ لأمور الآخرة، وما يعود بالنفع والتزكية، بل حتى أهل الخير والصلاح التقصير واضح في تربيتهم لأبنائهم وبناتهن، وإن شئت فقل وأزواجهن! لقد كان من نساء سلفنا الصالح من تزف الى زوجها وهي تحمل كتبها معها فما بالهن اليوم تحمل من دنياها ما تحمل الا العلم؟؟

وأعني بالتقصير: التربية على أي حال من الأخلاق، والرضى بالدون في الإلتزام، والكفاية بأقل الأمور من معاليها، وأما عن حثهن للعلم وطلبهنّ وتعليمهن فكبر عليه أربعاً لوفاته!

وما هذا الذي نريده؟

إنّ الذي نريد، تنشئة أجيال (وأخذ الدين بقوة في?ذكوراً وإناثاً) على حبِّ كتاب الله تعالى، وسنة رسوله الإلتزام وعزة المؤمن والمؤمنة ? يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ? [مريم / 12]

والحرص كل الحرص على معالي الأمور، والمسارعة في نيل أكملها في الأخلاق والتزكية والتربية، والجد في تحصيل العلم الشرعي والبراعة فيه، وحين يكون هذا، فحدّث عما يسر العين، ويشرح الصدر لخدمة الإسلام و المسلمين. ولا فخر، وهذا الذي نريد.

أما والحال هذه، فهو سر تكالب الأمم علينا لضعفنا وهواننا وبعدنا عن الله تعالى.

ومتى ما رجعنا إلى الله جلّ جلاله، وحققنا عوامل النصر والتمكين في أنفسنا وأهلنا، نرى العجائب والبطولات التي كنا نقرأ، أو نسمع عنها في سير الأولين رحمهم الله تعالى.

يتبع ان شاء الله

ـ[الإنصاف]ــــــــ[12 - 09 - 03, 09:00 ص]ـ

الأخت المؤمنة / كريمة المروزية جزاها الله خيراً

أحسنتِ وبارك الله فيك على هذا الموضوع الذي غفل عنه الكثير من أهل العلم. وعلى رأسهم كبار العلماء وهذا واضح جلي لكل من تأمله.

علماً بأن النساء هنّ المعول عليهنّ في تخريج العلماء، ومن أنكر هذا فقد أنكر نشأته والرعاية والحفاوة التي نالها من والديه سيما أمه.

وأخيراً أقول:

أننا لابد أن نبين للناس _ ونعي نحن أولاً _ ضرورة العناية بطلب العلم الشرعي للمرأة، لأنها باختصار هي: الإنطلاقة الكبرى

فجزى الله الأخت على هذه الإشارة الهامة، ولعلي أطلب من الإخوة جميعاً أن يثروا الموضوع بما هو مفيد له وأن يعطوه حقه من الإهتمام

، سواء بذكر المقترحات، أو بذكر بعض الكتب التي تبنت هذا الموضوع.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير