تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الصلصلة وهو مزامير الشيطان فينهى عنها، فلا ينبغي أن تطيب نفس مسلم في هذا العصر لإتخاذ سبباً يدعى أنه حاجة ــ مع وجود البديل المباح ــ لطرد ملائكة الرحمن سواء كان في بيته أو في سيارته فكما جاء في صحيح مسلم إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس وقال النووي هي ملائكة الرحمه.

فإذا وقف النبي r عند باب بيته وتغير لوجود التصاوير التي في الوسائد لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة فكيف نركب سيارة لا تصحبها الملائكة وندرس في مدرسة لا تدخلها الملائكة ونقوم لصلاة الفجر بوسيلة تطرد الملائكة ونرفه عن صغارنا بألعاب تطرد ملائكة الرحمه من عندهم مع أنه يسهل التخلص من هذه الأجراس ا لمصاحبة لتلك الأشياء وأختيار البديل المباح والغاية لا تبرر الوسيلة والوسيلة هنا مزامير الشيطان المسلطة على الإنسان لإغوائه فوجب قطعها.

بيان أنه لا حجة أو ضرورة تطلب استعمال الاجراس التي هي مزامير الشيطان مع وجود البديل المباح

قد يقول قائل إذن ما هو البديل المباح والذي لا يتعارض مع الشريعة عن الأجراس ونحن نستعملها في المدارس وفي الإيقاظ للصلاة وفي الهواتف وفي الإنذار عن الحريق وهي ضرورة أو حاجة.

فنقول الحمد لله قد أخترعت في هذا العصر من المنبهات الإلكترونية الكهربائية ما أغنى عن ذلك الإصطكاك المزعج والمنهي عنه الصادر عن الأجراس فمن أحسن ذلك صوت العصافير المسجل، أو الصوت المتقطع الذي لا يقال عرفاً أنه من المعازف ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه وفي الحديث من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس فالواجب تقديم طاعة الله ورسوله على هوى النفس ومشتهياتها، وترك التأويلات الفاسدة التي غايتها إبطال الحق وتلبيسه بالأوجه الفاسدة، فإن طاعة الله عز وجل سببٌ للرحمة قال تعالى: (واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) وسببٌ للثبات على الحق قال تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً) وأقبح من الجرس ما تسمعه اليوم صادراً من أجهزة الهواتف النقالة (الجوَّالات) في الأسواق من أصوات المعازف المنهي عنها دون أن يعبأ صاحب ذلك بالتحريم الصريح الذي جاء في صحيح البخاري: [ليكونن أقوام ٌ من أمتي يستحلون الحرى والحرير والخمر والمعازف]، فلم يفرق r بين معازف ومعازف فيقال لا بأس في هذا للهاتف أو غير ذلك فمن فعل فقد تكلم على الله بغير علم مع قدرة هذا المقتني للجهاز النقال تغيير نغمته إلى صوت متقطع لا يقال أنه صوت عزف، [ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور].

قال شيخ الإسلام رحمه الله: لا يمكن أن يحرم الله شيئاً ويكون فيه نفع راجح قلت: وإن كان فيه نفع فهو مرجوح ومن أجل ذلك جاء النهي قال تعالى: (وإثمهما أكبر من نفعهما) ولذلك حرمها وقال عنها إنها داء وليست دواء والصورة والمفسدة الحاصلة من دق الجرس على قلوب بني آدم لأنها آلة الشيطان ومزاميره أرجح من مصلحة تنبيه الناس لأمور يمكن التنبيه لها بصوت مباح آخر وهذه تسمى مصلحة ملغاة وهي التي يظن الناس أنها مصلحة في نظرهم القاصر مع أن الشرع قد نهى عنها (المصالح المرسلة للشنقيطي [15،8])

استجابة مدرسة لتحفيظ القرآن في منع الجرس واستبداله بمنبه مباح للحصص الدراسية

إعلم ياعبدالله أن كل من يماري في الحق بعد ما تبين له ولم يستجب له فهو متبع لهواه ورأيه فهو داخل في قوله تعالى: (فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه من غير هدى من الله) أي لا أحد أضل ممن ترك الحق من أجل الهوى حتى إذا جاء ذلك المتبع لهواه ناصح من أهل السنة يدعوه للحق دفعه بالأوجه الفاسدة بلا علم طاعة للشيطان قال تعالى: (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فيدفع الحق بحجة تكتب عليه في صحف الملائكة قول بلا علم وهو عند بن القيم أعظم من الشرك وفي الحديث: [أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم] وهو الذي كلما تبينت له حجة لترك هواه دفعها بالأوجه الفاسدة فيجادل بالباطل ليدحض به الحق. فمن فعل كان فيه شبه بالكفار وفي الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم). والناس يختلفون في قبول الحق والعمل به فمنهم من يقبل الحق ويعمل به وهو المؤمن ومنهم من يقبل ولا يعمل به فذلك العاص ومنهم من لايقبل الحق ولا يعمل به فذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير