تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المتكبر ولا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر قال r : [ الكبر بطر الحق وغمص الناس أي رد الحق بعدما تبين فهذا الذي لايهدى إلى الصواب إلا أن شاء الله تعالى، مع أنَّ الإستجابة سبب للرحمة قال تعالى: [واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون].

ومن المستجيبين للحق مدير مدرسة لتحفيظ القرآن كان جزاه الله خيراً سبباً في إخراج هذا البحث فقد طلب مني إعطاءه بحث في حكم الجرس وأقوال أهل العلم وقد استجاب للحق بعد ما تبين له وقام بإنزال الجرس المحرم والذي قال عنه رسول الله أنه مزامير الشيطان كما في صحيح مسلم وعصمت المدرسة من منع دخول الملائكة عليها كما جاء في الحديث إن الملائكة لاتصحب رفقة فيها كلب أو جرس رواه مسلم وفي حديث آخر [الملائكة لا تدخل بيت فيه جرس] ثم وضع بدلاً له صوت العصافير المسجل ووزعه على مواضع متفرقة من المدرسة فحصل المقصود بوسيلة مباحة والحمد لله رب العالمين.

بيان ما ذهب إليه العلامة المحدث الفقيه الشيخ ناصر الدين الالباني في حكم الاجراس المعاصرة

قال الألباني رحمه الله تعالى في كتابه جلباب المرأة المسلمة ص 169: حاشية (المكتبة الإسلامية):

وقد أحدث في هذا العصر أجراس متنوعة لأغراض مختلفة نافعة كجرس ساعة المنبه الذي يوقظ من النوم وجرس الهاتف (التليفون)، وجرس دوائر الحكومة والدور ونحو ذلك فهل يدخل هذا في الأحاديث المذكورة وما في معناها وجوابي: لا وذلك لأنه لا يشبه الناقوس لا في صوته ولا في صورته والله أعلم وهذا بخلاف أجراس بعض الساعات الكبار التي تعلق على الجدران فإن صوتها يشبه الناقوس تماماً ولذلك فهذا النوع من الساعات لا ينبغي للمسلم أن يدخلها إلى داره ولا سيما أن بعضها تعزف بما يشبه الموسيقى قبيل أن يدق الجرس مثل ساعة لندن التي تسمع إذاعتها المعروفة بإسم (بك بن) ومما يؤسف له أن هذا النوع من الساعات قد أخذ يغزو المسلمين حتى في مساجدهم بسبب جهلهم بشريعتهم وكثير ما سمعنا الإمام يقرأ في الصلاة بعض الآيات التي تندد بالشرك والتثليث والناقوس يدق من فوق رأسه منادياً ومذكراً بالتثليث والإمام وجماعته في غفلتهم ساهون. ولقد كنت كلما دخلت مسجداً فيه هذه الساعة عطلت ناقوسها دون أن أمس آلتها بسوء، لأنني ساعاتي ماهر والحمد لله، وما كنت أفعل ذلك إلا بعد أن ألقي كلمة أشرح فيها وجهة نظر الشرع في مثل هذا الناقوس وأقنعهم بضرورة تطهير المسجد منه ومع ذلك فقد كانوا أحياناً – مع اقتناعهم – لايوافقون على ذلك بحجة أن الشيخ فلان والعالم فلان صلوا في هذا المسجد وما أحد اعترض ..

قلت: وقد طولت في النقل عنه رحمه الله للفائدة وفي هذا الكلام تجويز منه رحمه الله لإجراس المنبهات والهواتف وعلل ذلك أنها لا تشبه الناقوس لا في صورته ولا صوته ولقد جاء عنه في [تسجيلات رحلة النور] ما يخالف ذلك والعبرة بالأخذ بما فيه متابعة للرسول r فقد قال الله تعالى: [فما أختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله] وقال: [اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء]. فالأصح أن يقال لافرق في التحريم بين الناقوس الكبير والصغير كما ذكر ذلك صاحب عون المعبود، فكل وعاء أو ناقوس كبر أو صغر فهو الجرس الذي نهى عنه رسول الله r وقد مضى بيان ذلك في الفصول المتقدمة.

الخاتمة

وختاماً أسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين أفراداً وجماعات للتقرب إلى الله بما جاء في الكتاب وثبت في السنة على فهم السلف الصالح لا بآراء وأهواء مخترعة يرد بها الحق بعدما تبين لايعلم لها إمام وقد قال الإمام أحمد إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام وأن يتركوا هذه التقسيمات والتنظيمات الحزبية الجماعية والتي نصبت أفكاراً ومقالات لأناس إنما هم بشر عادت ووالت فيها وجعلت هي الأصل من خالفها ولو جاء بحديث صحيح لم يقبل منه وجعلت تلك المقالات والتنظيمات الأصل والحديث فرع يلوى عنقه ليتفق مع آراءهم المبتدعة، قال تعالى: [ولا تكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون]. وقد ذكر شيخ الإسلام بن تيمية أن الذي ينصب مقالة لا أصل لها فيالكتاب والسنة يوالي ويعادي فيها أو يتخذ رجل يوالي ويعادي فيه فهو من أهل التفرق والإختلاف الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ولقد بين النبي r من هي الفرقة الناجية عندما قال وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ثم وصفها بقوله من كانت على مثل ما أنا عليه وأصحابي أو كما قال r . فلو جئت بجماعة من هؤلاء الجماعات بكل حجة ما تبعوا حجتك إلا أن تسلم لهم بأفكارهم وأرآءهم وتكون معهم سواء وإلا عادوك ونصبوا لك العداء قال تعالى: [ولئن أتيت الذين أتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ... ] الآية فتقيسم المسلمين إلى جماعات الإخوان المسلمين ــ التبليغ ــ التكفير والهجرة .... وغير ذلك بدعة فإن الإمارة في الحضر بدعة لا أصل لها في عهد السلف، فإذا علمت هذا فأحذر إذا كلمت فرداً من أفراد تلك الجماعات في الجرس والصور وغيرها مما حرمه الله فإنك لن تجد استجابة إذا خالفت قوانين جماعتهم على إباحته ولو أتيتهم بكل حجة، ولكن [ما على الرسول إلا البلاغ المبين] وكما ذكر بن مفلح في الأداب الشرعية عن الإمام أحمد أنه سئل السنة تكون عندي ولا تكون عند غيري فقال ابدها ولا تجادل فيها والله أعلم. وينبغي النظر في أجراس البيوت الخاصة بالزائر وغيرها من أجراس اللعب والهواتف فما كان على الصفة المذكورة في البحث فهو المنهي عنه وما كان على غير تلك الصفة فهو المباح وبالله التوفيق.

وكتبه

ماهر بن ظافر القحطاني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير