تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 09 - 03, 11:41 م]ـ

فما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح نوافقه في فهمه أن البخاري ساق الحديث لبيان الكراهة ولا نوافقه في قوله إن استدلال البخاري بذلك فيه نظر بل استدلال البخاري صحيح فإن لفظ الحديث فيه ذم التطاول في البنيان فإن معنى التطاول هو أن يبي رجل أطول مما بنى الرجل الآخر مباهاة بالتطاول وأنه بنى أطول من الآخر، فتأمل لفظ التطاول

وقد روى البخاري في صحيحه (7121)

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به (((وحتى يتطاول الناس في البنيان))) وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس يعني آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها)

قال الحافظ في الفتح (13/ 88)

قوله (وحتى يتطاول الناس في البنيان) تقدم في كتاب الإيمان من وجه آخر عن أبي هريرة في سؤال جبريل عن الإيمان قوله في أشراط الساعة ويتطاول الناس في البنيان

وهي من العلامات التي وقعت عن قرب في زمن النبوة

((((ومعنى التطاول في البنيان ان كلا ممن كان يبني بيتا يريد ان يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر))))

((ويحتمل ان يكون المراد المباهاة به في الزينة والزخرفة))) أو أعم من ذلك وقد وجد الكثير من ذلك وهو في ازدياد) انتهى.

فتبين لنا بهذا أن استدلال الإمام البخاري رحمه الله استدلال صحيح وأن الحافظ ابن حجر رحمه الله خالف في الموضع الأول ولكنه هنا في أواخر الكتاب استنبط من الحديث الكراهة، ولعل هذا القول هو الأخير لابن حجر، والله أعلم.

فائدة

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري

. والتطاول في البنيان من أشراط الساعة – أيضا.

وقد خرج البخاري (1). و مسلم من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان "، وقد كان بناء النبي صلى الله عليه وسلم للمساجد والبيوت قصيرا.

وقد روي عن الحسن قال: لما بنى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد قال: " ابنوه عريشا كعريش موسى " قيل للحسين: وما عريش موسى؟ قال: إذا رفع يده بلغ العريش – يعني السقف (2). و عن الحسن قال: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان فأتناول سقفها بيدي. وروي عن عن عمر أنه كتب إلى أهل البصرة ينهاهم أن لا يرفع أحد بناءه فوق سبع أذرع (3).

قال عمار بن أبي عمار: إذا رفع الرجل بناءه فوق سبع أذرع ناداه مناد: يا أفسق الفاسقين! إلى أين؟! وخرج الطبراني من حديث أنس مرفوعا: " كل بناء – وأشار بيده هكذا على رأسه – أكثر من هذا فهو وبال (4). وفي " سنن أبي داود " عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قبة مشرفة فقال: " ما هذه؟ " فقالوا " لفلان، فجاء صاحبها فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه فعل ذلك مرارا حتى هدمها الرجل (5).

وفي " سنن ابن ماجه " عن ابن عباس مرفوعا: " أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها والنصارى بيعها (6)

الحواشي

(1) (فتح: 7121)، وليس عند مسلم، لذلك أشار إليه في " جامع العلوم والحكم " (1/ 121) – طبعتنا - أنه في البخاري فقط. .

(2) أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (2/ 541، 542)، ومن طريقه ابن كثير في " البداية " (3/ 215)، وقال: " هذا مرسل ".

(3) وأحال المصنف (3/ 323) عند شرحه للحديث) (450) على هذا الموضع. .

(4) الطبراني في " أوسطه " (3081).

(5) أبو داود (5237)، وانظر الخلاف في إسناده عند البخاري في " التاريخ " (1/ 87)، و " علل الرازي " (2/ 102)، و " شعب الإيمان " للبيهقي (7/ 390 – 391).

(6) ابن ماجه (740).

ـ[محمد عبادي]ــــــــ[20 - 09 - 03, 12:45 ص]ـ

هذه الرواية (قال عمار بن أبي عمار: إذا رفع الرجل بناءه فوق سبع أذرع ناداه مناد: يا أفسق الفاسقين! إلى أين؟!) هي أصرح ما في الباب ولكنها شديدة الضعف وقال الألباني أنها موضوعة ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير