للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة:

أن هذه الآية الكريمة واردة في سياق الذم، وبيان المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم، ومنها تغيير خلقة الله.

وجراحة التجميل التحسينية تشتمل على تغيير خلقة الله والعبث فيها حسب الأهواء والرغبات، فهي داخلة في المذموم شرعًا، وتعتبر من جنس المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم (١).

ثانيًا: لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلعن المتنمصات والمتفلجات للحسن اللآتي يغيرن خلق الله" (٢).

وجه الدلالة:

أن الحديث دل على لعن من فعل هذه الأشياء، وعلل ذلك بتغيير الخلقة، وفي رواية: "والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" (٣)،


(١) حمل بعض المفسرين هذه الآية على الوشم وهو قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والحسن البصري رحمه الله. ومن المفسرين من قال: إن المراد بتغيير خلق الله تغيير الدين بفعل المحرمات وترك الواجبات. ويدخل في ذلك العبث في الأجساد كما أشار إليه الإمام محمد بن جرير الطبري -رحمه الله- وغيره من المفسرين. تفسير الطبري ٥/ ١٨٣، والنكت والعيون للماوردي ١/ ٤٢٤، وراد المسير لابن الجوزي ٢/ ٢٠٥، وتفسير الخازن ١/ ٤٩٩، وتفسير الخطيب الشربيني ١/ ٣٧٤.
(٢) رواه مسلم ٣/ ٣٣٩، رواه البخاري في صحيحه ٣/ ١٩٩ النمص: نتف الشعر، والفلج: الفرجة بين الثنايا والرباعيات من الأسنان، تفعله العجوز تشبهًا بصغار البنات. والوشم: تقريح الجلد وغرزه بالإبرة وحشوه بالنيل أو الكحل أو دخان الشحم وغيره من السواد. شرح صحيح مسلم للنووي ١٤/ ١٠٦، ١٠٧، والمغرب للمطرزي ٢/ ٣٢٩، ٣٣٠.
(٣) رواه أحمد في مسنده ١/ ٤١٧، والتعليل بتغيير الخلقة في تحريم النمص والتفليج والوشم اعتبره بعض العلماء استنادًا على هذه الرواية. انظر فتح الباري لابن حجر =

<<  <   >  >>