للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعتبر دليلاً على الحياة، وهو في حكم الحركة، لأن الصدر يتحرك مع النبض وهذا يدل على حياة صاحب الجسد (١).

(٢) إن الفقهاء -رحمهم الله- ذكروا في كتبهم العلامات المعتبرة للحكم بموت الإنسان (٢)، كل ذلك حرصًا منهم على أن لا يحكم بموت الإنسان إلا بعد فقدان جسمه للحياة (٣).

ونصوا على أنه إذا شك في أمر الشخص هل مات أو لا أنه يجب التحري والانتظار إلى أن يتيقن موته.

قال الإمام ابن قدامة -رحمه الله-: ""وإن اشتبه أمر الميت اعتبر بظهور أمارات الموت من استرخاء رجليه، وانقصال كفيه، وميل أنفه، وامتداد جلدة وجهه، وانخساف صدغيه، وإن مات فجأة كالمصعوق أو خائفًا من حرب أو سبع، أو تردى من جبل انتظر به هذه العلامات حتى يتيقن موته" (٤) اهـ.

بين -رحمه الله- ما ينبغي فعله عند الاشتباه من الرجوع إلى العلامات التي يظهر بها موت الإنسان، وهذا يدل على حرص العلماء


(١) حقيقة الموت والحياة د. الواعي، من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة ٤٧٤، وقد أشار إلى المصادر الفقهية التي قررت الحكم المذكور، ومنها الإنصاف وفيه جزم العلامة المرداوي -رحمه الله- بأن اعتبار التنفس دليلاً على الحياة هو المذهب، ونقل عن صاحب الترغيب قوله: "إن قامت بينة على أن الجنين تنفس أو تحرك أو عطس فهو حي" اهـ. الإنصاف للمرداوي ٧/ ٣٣٠.
(٢) انظر المصادر التالية: الفتاوى الهندية ١/ ١٥٤، حاشية ابن عابدين ١/ ١٨٩، ط. الحلبي، مختصر خليل ١/ ٣٧، شرح الخرشي ٢/ ٢٦، روضة الطالبين للنووي ٢/ ٩٨، منتهى الإرادات للفتوحي ١/ ٣٢٣، المغني لابن قدامة ٢/ ٤٥٢، وقد أشار إلى أكثر هذه المصادر الدكتور الواعي في بحثه حقيقة الموت والحياة من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة ٤٧٥، ٤٧٦.
(٣) المصدر الأخير.
(٤) المغني لابن قدامة ٢/ ٤٥٢.

<<  <   >  >>