للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يعيش سالمًا بدون وجود الطبيب خاصة في حال انتشار الأمراض الوبائية التي تفتك في الظرف اليسير بالأمم والجماعات الكثيرة.

فلابد للمجتمع من وجود الطبيب، وتختلف حاجته إليه بحسب اختلاف الظروف والأحوال وإذا لم تسد حاجة المجتمع إلى الأطباء فإن حياة الناس وأرواحهم ستكون مهددة بخطر الأمراض وجراحات الحروب والحوادث التي تفضي بهم إلى الموت والهلاك في الغالب.

ولما كانت شريعتنا الإسلامية مبنية على الرحمة بالخلق، ودفع المشقة والحرج عنهم في التكاليف والتشريعات التي جاءت بها (١)، فإنها راعت تلك الحاجة التي لابد من سدها في المجتمعات المسلمة، فأجازت تعلم الطب، وتعليمه.

قال الإمام النووي (٢) -رحمه الله- "وأما العلوم العقلية فمنها ما هو فرض كفاية كالطب، والحساب المحتاج إليه.

قال الغزالي (٣): ولا يستبعد عد الطب، والحساب من فروض


(١) قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} سورة الأنبياء (٢١) آية ١٠٧، وقال سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} سورة الحج (٢٢) آية ٧٨، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
(٢) هو الإمام محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحواربي الشافعي، ولد -رحمه الله- في سنة ٦٣١ هـ بنوى، عاش حياته مجدًا في طلب العلم وتعليمه، وتصنيف الكتب والمؤلفات الجليلة النافعة، وكان -رحمه الله- مثالاً في الصلاح والورع، وله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مواقف محمودة، توفي -رحمه الله- بالقدس في رجب من سنة ٦٧٦ من الهجرة، وله مؤلفات كثيرة منها: شرح صحيح مسلم، وروضة الطالبين، والمجموع شرح المهذب ولم يكمله. طبقات الشافعية لابن هداية الله ٨٩.
(٣) هو الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي، ولد -رحمه الله- في عام ٤٥٠ من الهجرة، وتفقه على إمام الحرمين، ويعتبر من كبار فقهاء الشافعية وأجلائهم، =

<<  <   >  >>