للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر فاطمة رضي الله عنها على فعلها المشتمل على إيقاف النزف.

فدل هذا على مشروعية التدخل الجراحي لإيقاف النزيف سواء كان ظاهرًا في جسد الإنسان، كما هو الحال في كثير من صور الجراحة العامة (١)، أو كان في داخل جسم الإنسان، كما هو الحال في بعض جراحة الأوعية الدموية في الصدر (٢) والجهاز الهضمي (٣).

(٥) حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، وقص الشارب" (٤).


(١) الجراحة العامة لمجموعة من الأطباء ص ١٤٥ - ١٥٧، والجراحة الصغرى، د. رضوان بابولي، د. أنطون دولهي ص ٤٢ - ٥١.
(٢) من أمثلة ذلك النزيف الرئوي الذي يحدث من جراء الإصابة بالشظايا النارية، أو بالآلات القاطعة التي يطعن بها الإنسان، فإنها تستلزم فتح الصدر فتحة واسعة يؤمن بواسطتها السيطرة على جميع الأعضاء المصابة، وترميمها جيداً، وإرقاء النزف وتنضير الجروح واستئصال الأقسام المتهتكة وسحب الأجسام الأجنبية ثم إغلاق الصدر. أمراض الصدر الجراحية د. محسن أسور ص ٢٩، ٣١.
(٣) ومن أمثلتها ما يحدث في القرحة المعدية والتي ينشأ عنها النزيف بسبب الانثقاب المفاجيء في الجدار الشرياني نتيجة التآكل أو التهتر الذي سببته القرحة في النسيج الجداري للمعدة. الأسس الأمراضية لأمراض جهاز الهضم لمجموعة من الأطباء ص ١٣٦، وجهاز الهضم في صحته ومرضه د. أحمد عز الدين ص ٨٨، ٨٩، والشفاء بالجراحة د. محمود فاعور ص ٤٤.
وهذا الحديث الشريف يعتبر كسابقه أصلاً في مشروعية الجراحة العسكرية.
(٤) رواه مسلم ١/ ١٠٥.

<<  <   >  >>