للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصية الحارث بن عباس السُّلَمي لابنه، وهى وصية نفيسة غاية

قال الحارث بن عباس بن مرداس السُّلمي يوصي ابنه:

احفظ بُنَيَّ وصيةً أوصيكها ... إن كنت تؤمن بالكتاب المُنْزَلِ

أكرم خليل أبيك حيث لقيته ... ولقد عَقَقْتَ أباك إن لم تفعلِ

والجارَ أكرمْ جارَ بيتك ما دنا ... حتى يبين ثَواءكم في المنزلِ

والضيفَ إنَّ له عليك وسيلةً ... لايَتْرُكَنَّكَ ضُحْكَةً للنُّزَّلِ

ورفيقَ رَحْلِكِ لا تُجَهِّل إنما ... جهل الرفيق على الرفيق النَّيْطَلِ

واشْغَبْ بخَصْمِكَ إنَّ خصمك مِشْغَبٌ ... وإذا علوت على الخصوم فَأَجْمِلِ

واستوصِ خيرًا بالعشيرة كلها ... ما حَمَّلوك من المثاقل فاحْمِلِ

يَصِلوا جناحك يا بني وإنما ... يعلو الشواهقَ ذو الجناح الأَجْدَلِ

إن امرأ لا يستعد رجاله ... لرجال آخرَ غيرِه كالأعزلِ

وإذا أتتك عصابة في شبهة ... يتحاكمون إليك يومًا فاعْدِلِ

واصْدُقْ إذا حَدَّثْتَ يومًا معشرًا ... وإذا عَيِيتَ بِأَصْلِ عِلْمٍ فاسألِ

وذرِ المَجَاهل إنها مشئومة ... وإن امرؤ أهدى النصيحة فاقْبَلِ

{" ذيل الأمالي والنوادر" لأبي علي القالي}.

[وصية أبي الأخفش الكناني لابنه]

قال أبو الأخفش الكناني لابن له:

أبُنَيَّ لا تَكُ مَا حَيِيْتَ مُمَارِيًا ... وَدَعِ السَّفَاهَةَ إِنَّهَا لاَ تَنْفَعُ

لاَ تَحْمِلَنَّ ضَغِيْنَةً لِقَرَابَةٍ ... إِنَّ الضَّغِيْنَةَ لِلْقَرَابَةِ تَقْطَعُ

لاَ تَحْسَبَنَّ الْحِلْمَ مِنْكَ مَذَلَّةً .. إِنَّ الْحَلِيْمَ هُوَ الأَعَزُّ الأَمْنَعُ

{" روضة العقلاء" للإمام ابن حبان رحمه الله}

<<  <   >  >>