للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكن لم يتضرر عيناه إلا بعد مدة من تحصيل العلم كما يظهر من ترجمته في مختلف الكتب (١).

وانتقل في صغره إلى مدينة تونس، فبدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة وبلدة إلى بلدة حتى حجّ ثم دخل العراق وبدأ يفتش عن القطب الصوفي - حسب زعمه - وقال له أحد الأولياء هناك:

" إنك تبحث عن القطب بالعراق، مع أن القطب ببلادك، ارجع إلى بلادك تجده " (٢).

فرجع إلى بلاده باحثاً ومفتشاً عن القطب، يسأل عن المقبل والمدبر والراحل والمقيم إلى أن اجتمع به، وهو أبو محمد عبد السلام بن مشيش، فيقول الشاذلي: أتيت إليه "وهو ساكن مغارة برباط رأس جبل، فاغتسلت في عين أسفل الجبل وخرجت عن علمي وعملي، وطلعت إليه فقيراً، وإذا به هابط إليّ، فقال:

مرحباً يا علي، وذكر نسبي إلى رسول الله" (٣).

"ثم قال لي: يا علي، طلعت إلينا فقيراً من علمك وعملك، وأخذت منا غنى الدنيا والآخرة، فأخذني من الدهش فأقمت عنده أياماً إلى أن فتح الله عليّ بصيرتي" (٤).

وعبد السلام هذا ينقل فيه الشيخ الأكبر للأزهر سابقاً عبد الحليم محمود عن صاحب " الدرة البهية ":

"هو القطب الأكبر، والعلم الأشهر، والطود الأظهر العالي السنام.

هو البدر الطالع الواضح البرهان، الغنيّ عن التعريف والبيان، المشتهر في الدنيا قدره، والذي لا يختلف في غوثيته اثنان.

وطريه ترياق شاف لأدواء العباد، وذكره رحمة نازلة في كل ناد.


(١) انظر دائرة المعارف الإسلامية ص ٥٦٢ وغيرها من الكتب.
(٢) درة الأسرار ص ٢٣ نقلاً عن "أبي الحسن الشاذلي" للدكتور عبد الحليم محمود ص ٢٣.
(٣) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص ١١٦.
(٤) "المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن الشاذلي" للدكتور عبد الحليم محمود ص ٢٣ ط دار الكتاب الحديث القاهرة.

<<  <   >  >>