للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعين الاعتبار ان موضوع اخذ الرهينة كوسيلة انتقامية، او كوسيلة لاعادة الاموال والاشخاص، كان من المواضيع التي تشغل بال الخميني قبل ان يستلم السلطة، ثم اضفنا إلى هذا الانحدار الفكري لدى الرجل والذي اشرنا اليه في مكان آخر من هذا الكتاب، هو ان الخميني يحب نفسه وسمعته ونقاء صورته اكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا، وقد سبق وان خاطب الشعب الايراني بعد نجاح الثورة بقوله: " انه سيعيد الشاه إلى ايران لمحاكمته "، فلو صدق هذا الوعيد واعيد الشاه حقا إلى ايران، لكان الخميني يصل إلى مصاف الاولياء يعزى اليه علم الغيب والمعاجز، الامر الذي كان يخدم الخميني ومآربه في تحريك الشعب حسب هواه وارادته، وفي هذا الوقت حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد وصل الشاه من المكسيك إلى الولايات المتحدة الامريكية للعلاج، والخميني الذي كان يسيء الظن بكل شيء وبكل احد، زعم ان وجود الشاه في امريكا انما هو مؤامرة للاطاحة به وكان لا بد من عمل حاد لردع الامريكان من موقفهم العدائي، ومع ان العلاقات الايرانية الامريكية إلى ماقبل مهزلة الرهائن كانت ودية وكان وزراء من اعضاء الحكومة البارزين يحملون الجنسية الامريكية، هما اليزدي وامير انتظام ود. جمران، ثم كانت الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الايرانية الامريكية التي عقدت في عهد الشاه والتي بلغت الملايين كانت ولازالت قائمة بقوتها في العهد الجديد، اذن كانت الصدمة قوية على الخميني الذي اعطى هذه الامتيازات للامريكان وهو يرى تلك الدولة تستضيف الشاه وتتعاون معه لتقويض حكمه ونظامه حسب زعمه. ودخل عنصر جديد في الميدان وهو الطلاب الشيوعيين (حزب تودة) الذين كانوا ينتظرون الفرصة المواتية للقيام بعمل يفرح موسكو ويقضي على النفوذ الامريكي في ايران. والمطلعون على المنحنى الفكري لمرشد الثورة الايرانية والاضطراب الذي يسوده، ومن ثم

<<  <   >  >>