للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العالم ولادة الدولتين الجديدتين، ساد الهند نظام ديمقراطي ثابت احتل موقعه في المجموعة الدولية بوصفه اكبر دولة ديمقراطية في العالم حيث يقف المجتمع البشري موقف الاجلال والاكبار من زعمائها الذين اخلصوا لبلادهم ومنحوها الحرية الحقيقة واطلقوا للشعب حرية اختيار النظام الذي سعى لاجله. اما باكستان الدولة الاسلامية الكبيرة فعلى نقيض اختها التوأم تجد حتى اليوم إلى الديمقراطية والحرية سبيلا.

كانت باكستان في السنوات الاربع والثلاثون التي مرت عليها بعد الاستقلال وحتى اليوم مسرحا لاحكام عسكرية وعرفية مبتدأ بالجنرال ايوب ومنتهيا بالجنرال ضياء الحق وبينهما اسكندر ميرزا ويحيى خان وغيرها، ثم حوادث سياسية عنيفة شطرت البلاد شطرين وقسمتها تقسيما لارجعة فيه إلى التوحيد ابدا. واذا ماشهدت باكستان نوعا من الديمقراطية والحرية في عهد ذو الفقار علي بوتو الذي لم يدم طويلا، الا ان اعدامه في نهاية المطاف جاء رمزا لانتصار الاستبداد على الحرية التي قدمت قربانها الكبير على مسرح التاريخ بكل شموخ واباء.

نحن نسأل الضالعون بشؤون التاريخ وفلسفته، ما هو التفسير المقنع لهذا التناقض الصارخ في حياة امة واحدة في ارض واحدة ناضلت سنوات طوال لتحقق استقلالها وحريتها وعندما بلغت ما تريد انشطرت شطرين بسبب الدين، فنالت احداها الحرية المطلقة وحرمت الاخرى منها؟ ...

اليس السبب الرئيسى في حرمان الامة الباكستانية من حقوقها الاساسية وعرقلة مسيرة حريتها هو ان الشعب الباكستاني شعب مسلم ارادت السياسات الاستعمارية الكبرى له الهوان حيثما كان ويكون، واليس السبب في عدم عرقلة مسيرة الحرية في الهند هو ان الشعب الهندي شعب هندوسي غير مسلم.

قد اكون على حق وقد لا اكون ولكنني شخصيا مقتنع بسداد رأي ولا

<<  <   >  >>