للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خاتمة الكتاب

وليكن ختم هذه الرسالة بموعظة بليغة لم تدَوَّن في التاريخ لأجل أهلها فقط، وإنما لنا بعدهم، فإن سنة الله لا تتبدّل ولا يُرد بأسه عن القوم المجرمين، فإن أمْرَنا قد تعدى حدوده، ونعوذ بالله من حلول سخطه، فإنه في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة من الهجرة وقع مُوتان عظيم ببلاد الهند، وغزنة، وخراسان، وجرجان، والرّيْ، وأصبهان، خرج منها في أدنى مدة أربعون ألف جنازة.

وقد رأى رجل من أهل أصبهان في منامه منادياً ينادي بصوت جهوري:

" يا أهل أصبهان .. سَكَتْ، نَطَقْ، سَكَتْ، نَطَقْ ".

فانتبه الرجل مذعوراً فلم يدرِ أحد تأويلها ما هو حتى قال رجلٌ بيتَ أبي العتاهية، فقال: احذروا يا أهل أصبهان فإني قرأت في شعر أبي العتاهية قوله:

سَكَتَ الدهر زماناً عنهمو ... ثم أبكاهُمْ دَماً حين نَطَقْ!

فما كان إلا قليل حتى جاء الملك مسعود بن محمود فقتل منهم خلقاً

<<  <   >  >>