للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثيراً، حتى قتل الناس في الجوامع (١).

فتأمل الآن سكوت الزمان ونطقه، وتأمل قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} (٢)، فما الذي يُؤَمِّننا إذا كانت هذه عادة الله أن يفتح على مَن عصاه أبوابَ كلِّ شيء من رفاهية الدنيا ونعيمها استدراجاً؟!، وقد فُتِح علينا بمدة لم يمضِ عليها ستين سنة من أبواب كل شيء ما لم يُعهد له نظير من حين أهبط الله آدم – عليه السلام – إلى الأرض، والمعاصي والضلالات مقارنة لهذا الفتح ملازمة له تزيد بكثرته، ويستعصي التخلص منها بوفرته وصِفَتِه، فالحذَر الحذَر!.

وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال: (كان في بني إسرائيل رجل عقيم لا ولد له، وكان يخرج، فإذا رأى غلاماً من غِلْمَان بني إسرائيل عليه حلي يخدعه حتى يدخل بيته فيقتله ويلقيه في مطمورة له، فبينما هو كذلك إذْ لقي غلاميْن أخويْن عليهما حُلِيّ فأدخلهما بيته، وقتلهما وطرحهما في مطمورته، وكانت له امرأة مسلمة تنهاه عن ذلك وتقول له: " إني أحذرك عن النقمة من الله عزَّ وجل "، فيقول:


(١) أنظر: البداية والنهاية ١٢/ ٣٤، والنجوم الزاهرة لابن تغري ٤/ ٢٧٦، والأنساب للسمعاني ١/ ٢٥٩.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ٤٤.

<<  <   >  >>