للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا من قول الله عزَّ وجل {وَمَا نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً} (١)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كسوف الشمس وخسوف القمر بأنهما: (آيتان من آيات الله، يُخوِّف الله بهما عِبادَه)؛ أمَا نَخَاف من قول الله عز وجل: {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً} (٢)؟!.

حقاً (إنها السُّنن) (٣)، فإن الكفار يبتهجون ويفرحون بمنظر الكسوف والخسوف، ويتابعون ذلك بآلات التصوير وغيرها من مكبرات ومقربات البعيد، وما يزيدهم ذلك إلا طغياناً كبيراً!.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - بعد أن ذكر قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته)، وفي


(١) سورة الإسراء، الآية: ٥٩.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٦٠.
(٣) أخرج ابن حبان في صحيحه برقم (٦٧٠٢) والطبراني في الكبير برقم (٣٢٩١) والمروزي في السنة برقم (٣٩) عن أبي واقد الليثي – رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم يقال لها " ذات أنواط "، قال: فمررنا بالسدرة، فقلنا: يا رسول الله .. اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط!، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الله أكبر! .. إنها السُّنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل " {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [سورة الأعراف، من الآية: ١٣٨] .. لتركبن سنن من كان قبلكم)، وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة بأن هذه الأمة ستتبع سَنن من كان قبلها - نسأل الله السلامة والعافية -، ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري برقم (٣٢٦٩) ومسلم برقم (٢٦٦٩) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لتتبعن سَنن مَن قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جُحر ضب لسلكتموه!، قلنا: يا رسول الله .. اليهود والنصارى؟!، قال: فَمَن!).

<<  <   >  >>