للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• من أحداث سنة (٤٦٢ هـ):

قال ابن كثير: (وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة كان غلاء شديد بمصر، فأكلوا الجِيَف والميتات والكلاب، فكان يباع الكلب بخمسة دنانير، وماتت الفِيَلة فأُكلتْ ميتاتها، وأفنيت الدواب فلم يبق لصاحب مصر سوى ثلاثة أفراس بعد أن كان له العدد الكثير من الخيل والدواب؛ ونزل الوزير يوماً عن بغلته فغفل الغلام عنها لضعفه من الجوع، فأخذها ثلاثة نفر فذبحوها وأكلوها فأُخذوا فصُلبوا، فما أصبحوا إلا وعظامهم بادية قد أخذ الناس لحومهم فأكلوها، وظُهِرَ على رجل يقتل الصبيان والنساء ويدفن رؤوسهم وأطرافهم ويبيع لحومهم فَقُتِل وأُكِل لحمه، وكانت الأعراب يقدمون بالطعام يبيعونه في ظاهر البلد لا يتجاسرون يدخلون لئلا يُخطف ويُنهب منهم، وكان لا يجسر أحد أن يدفن ميته نهاراً وإنما يدفنه ليلاً خفية لئلا يُنبش فيؤكل (١).

واحتاج صاحب مصر حتى باع أشياء من نفائس ما عنده، مِنْ ذلك إحدى عشر ألف درع، وعشرون ألف سيف مُحَلّى، وثمانون ألف قطعة بلّور كبار، وخمسة وسبعون ألف قطعة، من الديباج القديم،


(١) وهذا لا يفعله أهل الإيمان والعقل، فذبح بني آدم وأكل لحومهم وأكل لحوم الموتى شيء، وحِل الميتة ونحوها للمضطر شيء آخر.

<<  <   >  >>