للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا يرى فيها نافخ نار، ويجد البيوت مفتحة وأهلها موتى.

وقد حكى الذهبي في ذلك حكايات يقشعر الجِلْدُ من سماعها، قال: " وصارت الطرق مُزَرَّعة بالموتى وصارت لحومها للطير والسباع، وبيعت الأحرار والأولاد بالدراهم اليسيرة، واستمر ذلك إلى أثناء سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ") (١).

• من أحداث سنة (٥٩٧ هـ):

١ - قال الذهبي في أحداث سنة سبع وتسعين وخمسمائة: (وفي شعبان كانت الزلزلة العظمى التي عمت أكثر الدنيا) (٢).

(وقال صاحب المرآة وغيره: كانت زلزلة عظيمة من الصعيد، هدمت بنيان مصر، فمات تحت الهدم خلق كثير، ثم امتدت إلى الشام والسواحل والجزيرة وبلاد الروم والعراق وتهدم بالشام دور كثيرة، وخسفت قرية من أرض بصرى.

وأما السواحل؛ فهلك بها شيء كثير، وخرِبت مَحَالٌّ كثيرة من طرابلس وصور وعكا ونابلس، ولم يبقَ من نابلس سوى حارة السامرة،


(١) تاريخ الخلفاء، ص (٤٥٥).
(٢) العبر في خبر مَن غَبَر، ٤/ ٢٩٦.

<<  <   >  >>