للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كسوف الشمس بأن القمر يصير بينها وبين الأرض فيحجب نورها، وتعليلهم خسوف القمر بأنه يحصل بسبب تغطية ظِل الأرض له حيث تتفق حيلولتها بينه وبين الشمس التي يستفيد نوره منها، ومن جنس تعليلهم الزلازل بأنها أبخرة محتجرة في باطن الأرض فتطلب لها مخرجاً فتحصل الهزات الأرضية كما يسمونها، ومن جنس الأوبئة التي تنتقل بواسطة البهائم أو الحشرات أو غير ذلك، ومن جنس تعليلهم حدوث الأعاصير والفيضانات بأن هذا وقتها.

فالمراد هنا ليس إنكار الأسباب، وإنما المراد تجريد التفات القلب إلى المسبب الذي لا تتحرك ذرة في الكون إلا بتحريكه ولا تسكن إلا بتسكينه، وهذا من توحيد الربوبية.

كذلك فإن المراد - أيضاً - أن هذه آيات يُخَوِّف الله بها عباده ليرجعوا إليه قبل لقائه بتوبتهم مما يغضبه، وهذا من توحيد الإلهية.

فالأول: إثبات الأسباب باعتبارها آلات مُحرَّكة بالتخويف.

والثاني: العمل بمقتضى ما جُعِلَتْ سبباً له، وهو حصول التوبة والإنابة والإقلاع عما يسخط الله.

فالأول: التوحيد العلمي، وهو فعل الرب سبحانه.

والثاني: التوحيد العملي، وهو فعل العبد.

<<  <   >  >>