للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، وكالمدينة عَرْضاً، يخرج منها حصىً يصعد في السماء ويهوي فيها، ويخرج منها كالجبل العظيم نار ترمي كالرعْد، وبقيت كذلك أياماً، ثم سالت سيلاناً إلى وادي أجْلين تنحدر مع الوادي إلى الشظا حتى لحق سيلانها بالبحرة بحرّة الحاج، والحجارة معها تتحرك وتسير حتى كادت تقارب حرّة العريض، ثم سكنت ووقفت أياماً، ثم عادت ترمي بحجارة خلفها وأمامها حتى بنت لها جبلين، وما بقي يخرج منها من بين الجبلين لسان لها أياماً، ثم إنها عظمت، وسناؤها إلى الآن، وهي تتّقد كأعظم ما يكون، ولها كل يوم صوت عظيم في آخر الليل إلى ضحوة، ولها عجائب ما أقدر أن أشرحها لك على الكمال، وإنما هذا طرف يكفي، والشمس والقمر منكسفان إلى الآن (١)، وكُتِبَ هذا الكتاب ولها شهر، وهي في مكانها ما تتقدم ولا تتأخر) انتهى (٢).

وقد قال بعضهم أبياتاً (٣):

يا كاشفَ الضُّرِّ صَفْحاً عَنْ جَرَائِمِنَا ... لقدْ أحاطتْ بنا يَا ربُّ بأساءُ

نشكُو إليكَ خُطوباً لا نُطيق لَهَا ... حمْلاً ونَحن بها حَقاً أحِقَّاءُ

زلازلٌ تخشَع الصُّمُّ الصِّلاَب لَهَا ... وكيف يَقوى على الزلزالِ شَمَّاءُ

عَن منظرٍ منه عينُ الشمسِ عَشْواءُ


(١) يريد ضعف ضوئهما.
(٢) البداية والنهاية، ١٣/ ١٨٩.
(٣) المصدر السابق، ١٣/ ١٩١. ... .

<<  <   >  >>