للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشبه هذا في قيام الشبهة، قول أحمد بن حنبل: " ابن سيرين لم يجئ عنه سماع من ابن عباس " (١)، فإن أحمد قال في نص آخر: " لم يسمع من ابن عباس شيئاً، كلها يقول: نبئت عن ابن عباس " (٢)، فالانقطاع بينهما فيما يقول فيه (عن ابن عباس) في بعض الرواية عنه لا يحمل على الاتصال لمجرد الإدراك والمعاصرة، من أجل ما قام من شبهة التلقي بالواسطة.

ومثله كذلك، قول أحمد حين سئل: عبد الله البهي سمع من عائشة؟: " ما رأى في هذا شيئاً، إنما يروي عن عروة " (٣) يعني إنما المعروف من حديثه عن عائشة بالواسطة، فقام ثبوت ذلك في حديثه شبهة على كونه لم يسمع منها البتة وإن عاصرها.

والوجه الثاني: ما ثبت عن هؤلاء الأئمة من اعتبار إمكان السماع قائماً مقام السماع.

فمن نصوصهم:

قال أبو داود السجستاني: قيل لأحمد (يعني ابن حنبل): سمع الحسن من عمران (٤)؟ قال: " ما أنكره، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين سمع منه " (٥).

وقال أبو داود: قلت لأحمد: عباس بن سهل، أدرك أبا حميد؟ قال: " عباس قديم " (٦).

وقال ابن هانئ لأحمد بن حنبل: ابن إسحاق سمع من عطاء؟ قال:


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في " المراسيل " (ص: ١٨٧) بإسناد صحيح.
(٢) العلل ومعرفة الرجال (النص: ١١٢٣، ٣٥٢٦).
(٣) المراسيل، لابن أبي حاتم (ص: ١١٥) ونُسب فيه القول إلى عبد الله بن أحمد، والتصويب من " شرح العلل " لابن رجب (١/ ٣٦٩).
(٤) أي الحسن البصري سمع من عمران بن حصين.
(٥) مسائل الإمام أحمد، رواية أبي داود (ص: ٣٢٢).
(٦) مسائل الإمام أحمد، رواية أبي داود (ص: ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>