للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد الله: فكنت إذا كنت في مجلس ذكر فيه عبَّاد أثنيت عليه في دينه، وأقول: لا تأخذوا عنه (١).

٥ _ وقال الشافعي: " وأما الرجل من أهل الفقْه يُسْأل عن الرجل من أهل الحديث فيقول: كُفوا عن حديثه، ولا تقبلوا حديثَه؛ لأنه يغْلط، أو يُحدث بما لم يَسمع، وليست بينه وبين الرجل عداوة؛ فليس هذا من الأذى الذي يكون به القائل لهذا فيه مجروحاً عنه لو شَهِد بهذا عليه، إلا أن يُعرف بعداوةٍ له، فتُردَّ بالعداوة لا بهذا القول " (٢).

٦ _ وعن أبي بكر محمد بن خلاد (وكان ثقة)، قال:

قلت ليحيى بن سعيد: أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تذكر حديثهم خصمائك عند الله يوم القيامة؟ فقال: " لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: لم حدثت عني حديثاً ترى أنه كذب " (٣).

وفي رواية، قال أبو بكر بن خلاد:

أتيت يحيى مرة، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: كنت عند ابن داود فقال: إني لأشفق على يحيى من ترك هؤلاء الرجال الذين تركهم، فبكى يحيى، وقال: " لأن يكون خصمي رجل من عرض الناس شككت فيه فتركته، أحب إلي من أن يكون خصمي النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: بلغك عني حديث سبق إلى قلبك أنه وهم فلم حدثت به؟ " (٤).


(١) أثرٌ صحيح. أخرجه مسلم في " مقدمة صحيحه " (١/ ١٧) بإسناد جيد.
(٢) الأم (٦/ ٢٠٦).
(٣) أثرٌ صحيح. أخرجه الحاكمُ في " المدخل إلى الصحيح " (١/ ١١١) والبيهقي في " الدلائل " (١/ ٤٥) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٩٠) بسند جيد.
(٤) أخرجه ابنُ عدي (١/ ١٨٦) والخطيب في " الجامع " (رقم: ١٢٦٨) بإسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>