للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ _ وقال يزيد بن هارون: " حدثنا أبو روح، وكان مجنوناً، وكان يعالج المجانين، وكان كذاباً (١).

كما استدل الخطيب لما ذهب إليه بقول شعبة بن الحجاج: " لو لم أحدثكم إلا عن ثقة، لم أحدثكم عن ثلاثين " (٢).

وقال يحيى بن سعيد القطان: " ليس كل من يحدث عنه سفيان كان ثقة " (٣).

ووجدت الإمام يحيى بن معين يقول في رواة حدث عنهم من لا يخفى يحيى أنهم من أهل التثبت والنقد، مثل شعبة بن الحجاج، ومع ذلك فلم يجعل روايتهم عنهم تعديلاً لهم، فقد قال في كل من (أبي قزعة) و (أبي سلمة الكوفي) ": " لا أعرفه " وقد روى عنهما شعبة (٤).

ونقل ابن هانئ النيسابوري أنه سأل الإمام أحمد بن حنبل عن (البختري) الذي روى عنه شعبة؟ فقال: " لا أعرفه " (٥).

وقد قال الحاكم: " تفرد شعبة بالرواية عن زهاء ثلاثين شيخاً من شيوخه لم يرو عنهم غيره، وكذلك كل إمام من أئمة الحديث قد تفرد بالرواية عن شيوخ لم يرو عنهم غيره " (٦).


(١) أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: ١٥١) بإسناد صحيح. واسم أبي روْح هذا خالد بن محْدوج الواسطي، والحق أن يزيد بن هارون لم يكن يروي عنه؛ من أجل كذبه عنده، وقد صح عنه قوله: " حلفت أن لا أروي عن خالدِ بن مَحدوج " (أخرجه مسلم في " مقدمة صحيحه: ص: ٢٤، والعقيلي ٢/ ١٥)، والظاهر أنه حين قال: " حدثنا أبو روْح ... " أراد أن يبين كذبه، لا أن يسوق شيئاً من حديثه، ويزيد من الحفاظ المعروفين بتثبتهم والاجتهاد في الرواية عن الثقات.
(٢) أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: ١٥٢) بإسناد صحيح.
(٣) نقله ابن حجر في " التهذيب " (١/ ٦٢٢) عن " تاريخ ابن أبي خيثمة ".
(٤) معرفة الرجال، رواية ابن مُحرز (١/ ٧٧).
(٥) مسائل الإمام أحمد، رواية: ابن هانئ (٢/ ٢٣٢).
(٦) معرفة علوم الحديث (ص: ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>