للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأة من الحي: ألا تغطُّون عنا است قارئكم؟ فاشتروا، فقطعوا لي قميصاً، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص (١).

فهذا الحديث دل عند طائفة من أهل العلم على صحة إمامة الصبي، وحقيقة الأمر أن صنيع القوم في تقديم عمرو مع صغره ليس في الرِّواية أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع على ذلك وعلم به فأقرَّه.

غير أن محقق القولين: أن ما جاء منقولا فعله عن أحد من الصحابة في حياة النبي الله عليه وسلم فهو مرفوع حكماً، ودليل يحتج به، وهو لاحق بالتَّشريع التقريريِّ، وذلك من أجل أن الله تعالى مطلع، والوحي ينزل، وكم نزل في القرآن في أشياء من أحوال الناس يومئذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها إلا حين ينزل الوحي بخصوصها؟

ويشهد لهذا ما صح عن عبد الله بن عمر قال: كنا نتقي كثير من الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مخافة أن ينزل فينا القرآن، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمنا (٢).

المسألة السابعة: حكم تفسير الصحابي للقرآن.

إذا كان يتصل بسبب نزول، فهو حديث مسند، وإن لم يكن يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم (٣)، من أجل أن النزول كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

وإن كان بيانا لمعنى، فهو موقوف، إلا أن يكون خبراً لا يقال مثله من قبل الرأي والا جتهاد، فهذا يكون مرفوعاً حكماً بشرط أن يؤمن كونُ


(١) أخرجه البُخاري (رقم: ٤٠٥١).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٩/ ٢١٣ رقم: ٥٢٨٤) واللفظ له، والبُخاري (رقم: ٤٨٩١) وابن ماجة (رقم: ١٦٣٢) من طريق سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، به.
(٣) معرفة علوم الحديث (ص: ٢٠)، وانظر كتابي: المقدمات الأساسية في علوم القرآن (ص: ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>