للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنن شرائعُ الله أوحاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن، عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ نفسه، كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوى * إِنْ هُو إِلاَّ وحي يوحى} [النجم: ٤، ٣]، فإن جعلنا الحديث القدسي كذلك لم نميزه عن سائر نصوص السنن المنشأة ألفاظها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وألغينا فائدة التميز الحاصلة من قبل قوله صلى الله عليه وسلم في القدسي: (قال الله).

تنبيهات حول الحديث القدسي:

التنبيه الأول: قد تأتي صيغة الإضافة في الرواية غير صريحة، وذلك مثل:

ما رواه بعض الرواة من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفعه: " إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير: يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه " (١).

التنبيه الثاني: لكون الأحاديث القدسية منقولة بطريق الآحاد، فإنها يعتريها ما يعتري سائر ألفاظ أحاديث الآحاد من أداء بعض الألفاظ بالمعنى، أو باختلاف يسير في اللفظ، وبزيادة بعض الرواة على بعض فيها، وليس ذلك بالكثير.


(١) أخرجه البزار (رقم: ٧٨١ _ كشف) قال: حدثنا أحمد بن أبان القرشي، حدثنا عبد العزيز بن مُحمد الدراورْدي، عن عمْرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، وبه.

قلت: وإسناده حسن، وقال ابنُ حجر في " النُّكت على ابن الصلاح " (٢/ ٥٣٩): " حديث حسنٌ، رُواته من أهل الصدق ".
والحديث أخرجه أحمد (١٤/ ٣٤٥ رقم: ٨٧٣١) قال: حدثنا أبو أسامة (وهو منْصور بن سلمة).
والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (رقم: ٢٥٥_ بُغية) قال: حدثنا خالد بن خِداش، كلاهما عن عبد العزيز
، به. لكن فيه: (قال الله عزوجل) بدل (رفعه).
وكذلك أخرجه أحمد (١٤/ ١٩٠ / ١٩١ رقم: ٨٤٩٢) والبيهقي في " الشعب " (٤/ ١١٨ رقم: ٤٤٩٤) من طريق يزيد بن الهاد، عن عمْرو به.

<<  <  ج: ص:  >  >>