للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك مثل (معبد بن خالد الجهني أبي رغوة)، فقد قال ابن أبي حاتم: " له صحبة، روى عن أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، مات سنة ثنتين وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهول " (١)، وقد قال فيه يحيى بن معين: " ثقة " (٢).

قلت: الأشبه أن يكون صدر هذه المقالة من كلام ابن أبي حاتم، لا من كلام أبيه، وأن قوله من بعد: " سمعت أبي يقول ذلك "، إشارة إلى روايته عن أبي بكر وعمر، وما بعده من الكلام، وكذلك وجدت ابن عبد البر نسب القول بصحبته لا بن أبي حاتم، لا لأبيه، وتبعه عليه ابن الأثير وابن حجر وغيرهما (٣).

وحيث قام هذا الاحتمال فلا يصح الاعتراض بهذه الصورة على الأصل في انتفاء جرح الصحابي بالجهالة، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نفسه أورد توثيقه عن ابن معين، فدل على أصل الاختلاف فيه، ولم أجد مستنداً في ذكر عمره الذي أقام شبهة صحبته إلا كلمة للواقدي، وهو متروك غير ثقة، نقلها عنه من سميت آنفاً وغيرهم.

وقال أبو حاتم الرازي في (خذام بن وديعة): " مجهول " (٤)، وغيره يثبت له الصحبة.

وكذا قال في (مدلاج بن عمرو السلمي) (٥)، وهو صحابي على الراجح، ولا رواية له.


(١) الجرح والتعديل (٤/ ١ / ٢٧٩).
(٢) تاريخ الدارمي (النص: ٧٢٤).
(٣) انظر: الاستعياب، لابن عبد البر (١٠/ ١٥٨ _ ١٥٩ هامش الإصابة)، وأسد الغابة، لابن عبد الأثير (٤/ ١٦٠) والإصابة (٩/ ٢٤٢).
(٤) الجرح والتعديل (١/ ٢ / ٤٠٠).
(٥) الجرح والتعديل (٤/ ١ / ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>