للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال هذه المسألة:

ما رواه يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، أنه بَلغه، أن نوْفل بن معاوية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من الصلاة صَلاةُ، من فاتته فكأنما وُتر أهله وماله "، قال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " هي صلاة العصر " (١).

ورواه جعفر بن ربيعة، أنَّ عِراك بن مالك حدثه، أن نَوْفل بن معاوية حدثه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من فاتته صلاة العصْر فكأنما وُتر أهله وماله " (٢).

قال الخطيب: " والحُكم يوجب القَضاء في هذا الحديث لجعفر بن ربيعة بثبوت إيصاله الحديث؛ لثقته وضبطه، ورواية الليث (٣) ليست تكذيباً له؛ لجواز أن يكون عِراك بلغه هذا الحديث عن نوفل بن معاوية، ثم سمعه منه بعد، فرواه على الوجهين جميعاً " (٤).

التنبيه الثاني: قال ابن حبان: " لا نقبل شيئاً منها إلا عمن كان الغالب عليه الفقه، حتى يُعلم أنه كان يرْوى الشيء ويَعلمه، حتى لا يُشك فيه أنه أزاله عن سننه أو غيَّره عن معناه، أم لا " (٥).

قلت: هذا مما انفرد به ابن حبان، واشترط ثِقة الناقل وعدم الدليل على وهمه فيما زاد يدفع المظِنة التي ذكرها ابن حبان.


(١) أخرجه النسائي (رقم: ٤٧٩) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٥٨٣) من طريق الليث ابن سعد، عن يزيد، به.
(٢) أخرجه النسائي (رقم: ٤٧٨) والبيهقي في " الشعب " (رقم: ٢٨٤٦) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٥٨٣ _ ٥٨٤) من طريق حَيوة بن شريح، أنبأنا جعفر، به.
(٣) يعني ابن سعد راويه عن يزيد بن أبي حبيب.
(٤) الكفاية (ص: ٥٨٤).
(٥) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (١/ ١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>