للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة، فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثنا عن كعب (١)، ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا بجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢).

وقد يقع مثل هذا بسبب تدليس التسوية (٣).

كما قال الهيثم بن خارجة: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي، قال: كيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري، وعن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة، وقرة، وغيرهما، فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء، وهؤلاء ضعفاء، أحاديث مناكير، فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي، فلم يلتفت إلى قولي (٤).

قلت: فأحاديث الضعفاء تدخل على الثقة بمثل هذا، فتفطن إليه، ولاحظ له المقدمة التالية.

المقدمة الخامسة: تمييز التدليس، ومعرفة ما يقع من بعض الثقات من تدليس الأسماء.

وفيه أصول:

أولها: تمييز من عرف بالتدليس عن المجروحين والمجهولين.

ثانيها: تمييز من اشتهر بالتدليس وكثر منه، فيطلب سماعه.


(١) يعني كعْب الأحبار.
(٢) أخرجه مسلم في " التمييز " (ص: ١٧٥) وإسناده صحيح.
(٣) سيأتي بيانُ معناه في (القسم الثاني) من هذا الكتاب.
(٤) أخرجه ابن عساكر في " تاريخه " (٦٣/ ٢٩١ _ ٢٩٢) بإسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>