للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقال: سار تجريدة (دي ساسي مختارات ٢: ٥٥).

وتجرّد عن الشيء ومن الشيء: تخلى عنه وتركه وانصرف عنه. ففي ألف ليلة (١: ٧٣٠): في الكلام عن ناسكين: يتغذيان بلحم الغنم ولبنها (متجردين عن المال والبنين) أي تاركين المال وأطايب الطعام (راجعها في مادة بنين).

وتجرّد عن الخدمة: ترك العمل في خدمة الحكومة. واعتزل الخدمة (بوشر) ويقال أيضاً تجرد من الخدمة.

وتجرد عن الدنيا: انصرف عن الدنيا إلى العبادة (لين، المقري ٣: ١٠٩) تخلى عن الدنيا وزهد فيها ففي ابن بطوطة (٣: ١٥٩): تجرد عن الدنيا جميعا ونبذها. وفي رياض النفوس (١٩و) كان متجردا من الدنيا زاهدا فيها. وفي (١٩ق) منه: تخلى زاهدا فيها. وفي (١٩ق) منه: تخلى من الدنيا وتجرَّد منها.

وتجرَّد وحدها تدل على نفس هذا المعنى (المقري ١: ٥٨٣). والتجَرد حسب ما جاء في كلام (المقري ٣: ١٦٤) هو التخلي عن كل شيء إلا عن الله تعالى الذي يرى فيه خليله الوحيد. ويقال: توجد أربعة دلائل على حب الله تعالى، أولها الإفلاس وهو التجرد إلا عنه كالخليل، وحين لا يحمل الرجل معه في سفره شيئا فهذا شاهد على إنه متجرد حقيقة (المقري ١: ٩٣٩) فكلمة التجرّد تعني إذا (الإفلاس) وذلك لا يكون إلا إذا كان الرجل عابدا تقيا قد تخلى راضيا عن أموال الدنيا وزهد فيها. ففي المقري (١: ٩١١) مثلا: خرج من الأندلس على طريقة الفقر والتجرد، وفي السطر الذي بعد: وأظهر الزهد والعبادة. وهي أيضاً مرادفة لكلمة (فقر) عند المقري (١: ٥٨٣)، وفيه أيضاً وكذلك في رحلة ابن بطوطة (١: ١٠٧، ١٧٦): الفقراء المتجردون.

والمتجرد يقضي حياته عزبا، حتى ان هذه الكلمة يمكن أن تترجم في بعض النصوص بكلمة (عزب) فابن بطوطة في كلامه عن فقراء بعض الزوايا (٢: ٤٠) يقول: منهم المتزوجون ومنهم الاعزاب المتجردون. وفيه (ص ٢٦١، ٤: ٣١٩): وكان متجردا عزبا لا زوجة له (راجع ديفريمري مذكرات ١٥١).

ويطلق على الصوفي لقب (متجرد) في أغلب الأحيان (المقري ١: ٥، ٥٨٣) وفي حياة ابن خلدون (٢٠٢و): العالم الصوفي المتجرد أبو عبد الله، وهذا يعني عادة من تخلى عن الدنيا. غير أنها تعني أحياناً من عرى نفسه من قيود الجسد، لئن هذا هو معنى تجرَّد عند الصوفية (المقدمة ١: ٢٠٦).

وأخيرا يقال أيضاً: كان قائما على قَدَم التجرد بمعنى تجرَّد، أو كان متجردا (ابن بطوطة ٤: ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>