للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدلة القول الثاني:

الدليل الأول: أن هذا الزواج فيه مخالفة لما حث عليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، الشباب من الزواج الكامل بكافة التزاماته الشرعية، والعاجزُ عليه الاستعفافُ؛ لقوله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (١). وعليه أن يصوم؛ لحديث: «ومن لم يستطع فعليه بالصوم» (٢)، ولا وسط بين هذين التوجيهين (٣).

الرد على هذا الدليل:

سبق الرد على هذا الدليل في الرد على الدليل الثالث من القول الأول (٤).

الدليل الثاني: شرع الله الزواج ليكون رباطًا وثيقًا بين الرجل والمرأة يقوم على المودة والرحمة، ومن مقاصده الأساسية السكن والمودة، فإذا لم تتحقق هذه المقاصد فقد الزواج قيمته الأساسية، وأصبح مجرد شهوة (٥).

الرد على الدليل:

لا نسلم لكم بعدم تحقق السكن إلى بعضهما البعض ولا المودة؛ لأنها أمور قلبية قد توجد وإن لم يوجد سكن، وإن سلمنا لكم بتقصير في المقاصد مع توفر الأركان والشروط، فيكون


(١) سورة النور، آية: ٣٣.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) عقود الزواج المستحدثة، للسهلي، ص ٧٦.
(٤) انظر: ص ١٧٧ وما بعدها.
(٥) عقود الزواج المستجدة، للسهلي، ص ٧٧، وعقود الزواج المستجدة، للنجيمي، ص ٨٠.

<<  <   >  >>