للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مناقشة الأدلة]

إعترض الحنفية والمالكية على أدلة الشافعية والحنابلة بإعتراضات كثيرة وردود عديدة أذكر أهمها ثم أتبع ذلك بالإجابة عليها:

أولاً: قالوا إن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي من خصوصياته صلى الله عليه وسلم وذلك لعدة أوجه:

الأول: إن الأرض دحيت (١) له صلى الله عليه وسلم جنوباً وشمالاً حتى رأى نعش النجاشي كما دحيت له جنوباً وشمالاً حين رأى المسجد الأقصى صباح ليلة الإسراء والمعراج حين وصفه لكفار قريش (٢).

قال ابن عابدين (لأنه رفع سريره - أي النجاشي- حتى رآه عليه الصلاة والسلام بحضرته فتكون صلاة من خلفه على ميت يراه الإمام وبحضرته دون المأمومين وغير مانع من الإقتداء) (٣).

وأيدوا قولهم بما ورد من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أخاكم النجاشي توفي فقوموا فصلوا عليه فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفوا خلفه فكبر أربعاً وهم لا يظنون إلا أن جنازته بين يديه) (٤).


(١) دحيت له أي بسطت جاء في لسان العرب: الدحو: البسط. دحا الأرض يدحوها دحواً بسطها انظر لسان العرب مادة دحا ٤/ ٣٠٣، الصحاح مادة دحا ٦/ ٢٣٣٤.
(٢) شرح الخرشي ٢/ ١٤٢ - ١٤٣ - بلغة السالك ١/ ١٨٩ - ١٩٠، بدائع الصنائع ١/ ٣١٢، نصب الراية ٢/ ٢٨٣ تفسير القرطبي ٢/ ٨١ - ٨٢.
(٣) حاشية إبن عابدين ٢/ ٢٠٩ وانظر البحر الرائق ٢/ ١٧٩.
(٤) نصب الراية ٢/ ٢٨٣ والحديث سبق تخرجه.

<<  <   >  >>