للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خصائص النبي ومعجزاته]

وهذه القصة العظيمة تعتبر من معجزاته صلى الله عليه وسلم، ومعجزاته صلى الله عليه وسلم كثيرة، كما أن خصائصه صلى الله عليه وسلم كثيرة، وكان عليه الصلاة والسلام قد كثر الله له الطعام، وكذلك الشراب من اللبن وغيره، وكذلك نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم, وكان الصحابة يسمعون تسبيح الطعام وهو يؤكل بين يديه صلى الله عليه وسلم، وكان حجر يسلم عليه بـ مكة، وانشق القمر له صلى الله عليه وسلم.

وكذلك فإنه صلى الله عليه وسلم قد حصل له من المعجزات في هذه القصة في مسألة فلق الصخرة، وأنه رأى اليمن والشام والعراق قد فتحت عليه.

هذه القصة فيها أيضاً علمان من أعلام النبوة؛ تكثير الطعام القليل، وعلمه صلى الله عليه وسلم أن الطعام الذي يكفي في العادة خمسة أنفس أو نحوهم سيكثر ويكفي ألفاً، فدعا ألف رجل قبل أن يصل؛ مع إنه يعلم أنه صاع من شعير وبهيمة، وكذلك آمن الصحابة بين يديه وهم يرون هذه المعجزات.

وقد جمع المعجزات عدد من العلماء منهم: القفال الشاشي في الدلائل، وصاحبه أبو عبد الله القديمي وكذلك أبو بكر البيهقي، قال النووي رحمه الله: وأحسنها كتاب البيهقي وهو دلائل النبوة مطبوع في مجلدات، وهذه القصة فيها نصر الصحابة للدين، وقيامهم بحفر هذا الخندق.

وكذلك في هذه القصة أن الأمل لا يفقد بالمؤمن؛ حتى مع الحصار وقوة الأعداء، فإنه عليه الصلاة والسلام كان يوقن بنصر الله عزوجل، وأن الله سيتم هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>