للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكَلِمة التوحيد (لا إله إلا الله) قاطعة النفي لِهذا التعلُّق بأيِّ مخلوق بلا استثناء عمَّا سِوى الله وتُثْبِته له سبحانه لأنه خَالِصُ حَقِّه بلا شريك، لأنَّ (الإله) هو ما انجذبت إليه الروح بهذا الاعتقاد المذكور ولو لم يُسَمِّه مُتخذه (إلهاً).

إنك بتأمّل المثال السابق يتبين لك جلياً أنَّ الذي يخدم ذا الجاه والحظْوة والقُرب من السلطان وهو شديد التعلق به لاعتقاده أنَّ ما يحصل لذلك من السلطان من الإنعام والإفضال يناله منه بحسب تعلّقه أنه فارغ القلب من التعلق بالسلطان أو الاهتمام بشأنه، لأنه قد أنزل حاجته بهذا الوجيه فأوجب له ذلك أن صار حُبه وذلّه وخضوعه وخوفه ورجاءه لِلْوَجيه دون السلطان.

ومن هنا انقطع المشرك عن معبوده الحقِّ بعبادة الشيطان الذي أمَرَه بهذا.

<<  <   >  >>