للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبوديتهم خالصة لربهم لا يشركون معه أحداً لا نبياً ولا مَلَكاً فضلاً عمن سواهما، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} (١) .. يعني أخلصوا له العبادة بتوحيده بأعمالكم التعبّدية دون ما تجعلونه وسائط بينكم وبينه تُشركونه بعبادته التي هي حقُّه الخالص عليكم.

والذي يُفعل عند القبور المذكورة هو الذي تفعله قريش عند أصنامها إذْ إنهم يريدون القرب من الله بالوسائط، ولذلك يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (٢) .. يعني يتوسطون لنا كالْوُجَهاء عند الملوك؛ فكَفَّرهم الله ورسوله بذلك، فهم يعبدون الله لكن يعبدون معه غيره بهذا الاعتقاد، وهو الوساطة، وإلاَّ فهم مُقِرُّون أنَّ الله خالقهم ورازقهم.


(١) سورة النساء، من الآية: ٣٦.
(٢) سورة الزمر، من الآية: ٣.

<<  <   >  >>