للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحمه وأمر به إلى الجنة، قال: فبينا أنا مارُّ مع الملكين الموكلين بي إذ مررت بجيفة ملقاة على رماد فقلت: ما هذه الجيفة؟ قالوا: ادن منه وسله يخبرك فدنوت منه فوكزته برجلي وقلت له: من أنت؟ فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا عمر بن عبد العزيز، قال لي: ما فعل الله بك وبأصحابك؟ قلت: أما أربعة فأمر بهم ذات اليمين إلى الجنة ثم لا أدري ما فعل الله بمن كان بعد علي، فقال لي: أنت ما فعل الله بك؟ قلت: تفضل علي ربي وتداركني منه برحمة وقد أمر بي ذات اليمين إلى الجنة، فقال: أنا كما صرت ثلاثًا، قلت: أنت من أنت؟ قال: أنا الحجاج بن يوسف، قلت له: حجاج أرددها عليه ثلاثًا، قلت: ما فعل الله بك، قال: قدمت على رب شديد العقاب، ذي بطشة منتقم ممن عصاه، قتلني بكل قتلة قتلت بها مثلها، ثم ها أنا ذا موقوف بين يدي ربي أنتظر ما ينتظر الموحدون من ربهم إما إلى جنة وإما إلى نار.

ومن الرؤيا الظاهرة ما ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" عن الأصمعي عن أبيه قال: رأيت الحجاج في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتلة قتلت بها إنسانًا، قال: ثم رأيته بعد الحول فقلت: يا أبا محمد ما صنع الله بك؟ فقال: يا مّاصَّ بظر أمه أما سألت عن هذا عام أول. وقال القاضي أبو يوسف: كنت عند الرشيد فدخل عليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين رأيت الحجاج البارحة في النوم، قال: في أي زي رأيته، قال: في زي قبيح، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: ما أنت وذاك يا مَاصَّ بظر أمه. فقال هارون: صدق والله أنت رأيت الحجاج حقًا، ما كان أبو محمد ليدع صرامته حيًا وميتًا. وروى حنبل بن إسحاق بإسناده عن أشعث الخراز قال: رأيت الحجاج في المنام في حالة سيئة فقلت: يا أبا محمد ما صنع بك ربك؟ قال: ما قتلت أحدًا قتلة إلا قتلني بها، قال: ثم أمر بي إلى النار، قلت: ثم مه، قال: ثم أرجو ما يرجو أهل لا إله إلا الله.

ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب «من عاش بعد الموت» عن أبي مسعود الجريري قال: ذكر شيخ في مسجد الأشياخ كان يحدثنا عن أبي قال: بينما نحن حول مريض لنا إذ هدأ وسكن حتى ما يتحرك

<<  <   >  >>