للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

وممن اشتهر بتعبير الرؤيا من المتأخرين، وكانت له اليد الطولى في هذا العلم الشيخ محمد بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى – ويعرف هذا الشيخ عند عشيرته وأهل بلده بالمصري (١) – ولم يبلغني من تعبيره للرؤيا إلا النزر اليسير. وسأذكر ما بلغني من ذلك إن شاء الله تعالى.


(١) إنما سمي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بالمصري لأنه قد ولد بمصر ونشأ بها وقضى فيها زمانًا من عمره وبعد وفاة والده الشيخ عبد الرحمن انتقل إلى الرياض، وكانت لهجته في الكلام حين قدم إلى الرياض مثل لهجة المصريين فسمي بالمصري لهذا السبب، وكان جده الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى قد نقله المصريون إلى مصر حين استولوا على الدرعية في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف من الهجرة، ونقلوا معه ابنه الشيخ عبد الرحمن والد الشيخ محمد المسمى بالمصري، وهو إذ ذاك مراهق، وقد توفي الشيخ عبد الله بمصر في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وتوفي ابنه الشيخ عبد الرحمن بمصر أيضًا في سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، وكان من العلماء الأجلاء، وقد ذكره الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر في كتابه المسمى "عنوان المجد، في تاريخ نجد" فقال: وأما عبد الرحمن فإنه جلا مع أبيه إلى مصر في أول طلبه العلم وهو قريب البلوغ قبل أن يتم له الطلب، وذكر لنا أنه اليوم في رواق الحنابلة يُدَرَّس في الجامع الأزهر وأن له معرفة ودراية عظيمة. انتهى. وقال عثمان بن سند الوائلي في تاريخه "مطالع السعود" صفحة ١٠٦ ما نصه: واعلم أنه بقي للوهابية بقية بمصر ظلوا فيها برغبتهم لأنهم صار لهم فيها أولاد وأملاك بمصر مثل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب النجدي وله أولاد منهم أحمد أزجي وعبد الله كاتب في القلعة، ثم قال: وأما الشيخ عبد الرحمن المذكور فقد أدركته في الجامع الأزهر يُدَرَّس مذهب الحنابلة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف برواق الحنابلة، وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف وكان عالمًا فقيهًا ذا سمعة حسنة يظهر عليه التقى والصلاح. انتهى. وأما الشيخ محمد بن عبد الرحمن المسمى بالمصري فقد ذكر بعض أحفاده أنه ولد بمصر سنة ١٢٥٤هـ وبعد وفاة والده الشيخ عبد الرحمن انتقل إلى الرياض وذلك في آخر زمان الإمام فيصل بن تركي رحمه الله، وقد توفي في مدينة الرياض سنة ١٣٤٤ هـ وقد بلغ من العمر تسعين سنة رحمه الله تعالى.

<<  <   >  >>