للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(معاينة ومقابلة) أو معناه كفيلًا بما تدّعيه (وقيل القابلة) المرأة التي تتولى ولادة المرأة (لأنها مقابلتها وتقبل ولدها) أي تتلقاها عند الولادة. قال الأعشى:

كصرخة حبلى بشرتها قبيلها

أي قابلتها.

({خشية الإنفاق}) في قوله: {إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق} [الإسراء: ١٠٠] يقال (أنفق الرجل) أي (أملق) والإملاق الفاقة (ونفق الشيء) بكسر الفاء مصححًا عليها في الفرع كأصله أي (ذهب) وفي حاشية موثوق بها في اليونينية نفق الشيء بفتح الفاء هي اللغة الفصحى ويقال بكسرها وليست بالعالية. وفي الصحاح أنفق الرجل أي افتقر وذهب ماله ومنه قوله تعالى: {إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق}.

({قتورًا}) في قوله تعالى: {وكان الإنسان قتورًا} [الإسراء: ١٠٢] قال أبو عبيدة أي (مقترًا) من الإقتار أي بخيلًا يريد أن في طبعه ومنتهى نظره أن الأشياء تتناهى وتفنى فهو لو ملك خزائن رحمة الله لأمسك خشية الفقر.

({للأذقان}) في قوله: {ويخرّون للأذقان سُجدًا} [الإسراء: ١٠٧] هي (مجتمع اللحيين) اسم مكان بضم الميم الأولى وفتح الثانية أي على اجتماع اللحيين بفتح اللام وقد تكسر تثنية لحي وهو العظم الذي عليه الأسنان (والواحد ذقن). بفتح المعجمة والقاف والمعنى يسقطون على وجوههم تعظيمًا لأمر الله وشكرًا لإنجاز وعده في تلك الكتب ببعثة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على فترة من الرسل وإنزال القرآن عليه قاله القاضي وسقط واو والواحد لأبي ذر.

(وقال مجاهد): فيما وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عنه في قوله تعالى: {فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورًا} [الإسراء: ٦٣] أي (وافرًا) مكملًا والمراد جزاؤك وجزاؤهم لكنه غلب المخاطب على الغائب.

({تبيعًا}) في قوله تعالى: {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا} [الإسراء: ٦٩] أي (ثائرًا) أي طالبًا للثأر منتقمًا وهذا تفسير مجاهد وصله عنه الطبري من الطريق السابق.

(وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله تبيعًا أي (نصيرًا).

وقوله تعالى: {كلما} ({خبت}) أي (طفئت) بفتح الطاء وكسر الفاء وفتح الهمزة قالوا خبت النار إذا سكن لهبها والجمر على حاله وخمدت إذا سكن الجمر وضعف وهمدت إذا طفئت جملة، والمعنى كلما أكلت النار جلودهم ولحومهم زدناهم سعيرًا أي توقدًا بأن تبدّل جلودهم ولحومهم فترجع ملتهبة مستعرة كأنهم لما كذبوا بالإعادة بعد الإفناء جزاهم الله بأن لا يزالوا على الإعادة والإفناء.

(وقال ابن عباس): فيما وصله الطبري من طريق عطاء عنه في قوله تعالى: {ولا تبذر} أي (لا تنفق في الباطل) وأصل التبذير التفريق ومنه البذر لأنه يفرق في الأرض للزراعة قال:

ترائب يستضيء الحلي فيها ... كجمر النار بذر في الظلام

ثم غلب في الإسراف فيها النفقة وسقط لأبي ذر قوله خبت طفئت.

وقال ابن عباس: ({ابتغاء رحمة}) في قوله: ({وإما تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمة} [الإسراء: ٢٨] قال ابن عباس فيما رواه الطبري أي ابتغاء (رزق) من الله ترجوه أن يأتيك.

({مثبورًا}) في قوله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا} [الإسراء: ٣٦] قال ابن عباس أي (ملعونًا) وقال مجاهد هالكًا ولا ريب أن الملعون هالك.

({لا تقف}) في قوله تعالى: {ولا تقف} أي (لا تقل) {ما ليس لك به علم} [الإسراء: ٣٦] تقليدًا ورجمًا بالغيب وهذا ساقط لأبي ذر.

({فجاسوا}) في قوله تعالى: {فجاسوا خلال الديار} [الإسراء: ٥] أي (تيمموا) أي قصدوا وسطها للقتل والإغارة.

({يزجي الفلك}) في قوله تعالى: {ربكم الذي يزجي لكم الفلك} [الإسراء: ٦٦] أي (يجري الفلك) قاله ابن عباس فيما وصله الطبري.

({يخرون للأذقان}) قال ابن عباس فيما وصله الطبري أي (للوجوه) وعن معمر عن الحسن للحي وهذا موافق لما مرّ في تفسيره قريبًا.

٠٠٠ - باب قَوْلِهِ: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: ١٦]

(باب قوله) جل وعلا: ({وإذا أردنا أن نهلك قرية}) أي أهلها ({أمرنا مترفيها}) [الإسراء: ١٦] (الآية). واختلف في متعلق الأمر هنا فعن ابن عباس وغيره أنه أمرنا متنعميها بالطاعة أي على لسان رسول بعثناه إليهم ففسقوا ورده في الكشاف ردًّا شديدًا وأنكره إنكارًا بليغًا في كلام

<<  <  ج: ص:  >  >>