للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قدم خبره وهما خبر جنتان (وما فيهما) أي من فضة كذلك (وجنتان من كذا) من ذهب كما سبق (آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلَاّ رداء الكبر على وجهه) ذاته (في جنة عدن) ظرف للقوم أو نصب على الحال من القوم كأنه قال كائنين في جنة عدن ولا دلالة فيه على أن رؤية الله غير واقعة إذ لا يلزم من عدمها في جنة عدن أو في ذلك الوقت عدمها مطلقًا أو رداء الكبر غير مانع منها.

[٥٦] سورة الْوَاقِعَةِ

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {رُجَّتْ}: زُلْزِلَتْ. {بُسَّتْ}: فُتَّتْ لُتَّتْ كَمَا يُلَتُّ السَّوِيقُ. {الْمَخْضُودُ}: الْمُوقَرُ حَمْلًا وَيُقَالُ أَيْضًا لَا شَوْكَ لَهُ. {مَنْضُودٍ}: الْمَوْزُ. {وَالْعُرُبُ}: الْمُحَبَّبَاتُ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ. {ثُلَّةٌ}: أُمَّةٌ. {يَحْمُومٍ}: دُخَانٌ أَسْوَدُ. {يُصِرُّونَ}: يُدِيمُونَ. {الْهِيمُ}: الإِبِلُ الظِّمَاءُ. {لَمُغْرَمُونَ}: لَمُلْزَمُونَ. {رَوْحٌ}: جَنَّةٌ وَرَخَاءٌ. {وَرَيْحَانٌ}: الرِّزْقُ. {وَنَنْشِئَكُمْ} فِي أَيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ. وَقَالَ غَيْرُهُ {تَفَكَّهُونَ}: تَعْجَبُونَ. {عُرُبًا}: مُثَقَّلَةً: وَاحِدُهَا عَرُوبٌ مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ يُسَمِّيهَا أَهْلُ مَكَّةَ الْعَرِبَةَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ الْغَنِجَةَ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الشَّكِلَةَ، وَقَالَ فِي {خَافِضَةٌ} لِقَوْمٍ إِلَى النَّارِ. {وَرَافِعَةٌ}: إِلَى الْجَنَّةِ. {مَوْضُونَةٍ}: مَنْسُوجَةٍ وَمِنْهُ وَضِينُ النَّاقَةِ. وَالْكُوبُ لَا آذَانَ لَهُ وَلَا عُرْوَةَ، وَالأَبَارِيقُ ذَوَاتُ الآذَانِ وَالْعُرَى. {مَسْكُوبٍ}: جَارٍ. {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}: بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. {مُتْرَفِينَ}: مُتَمَتِّعِينَ. مَدِينينَ: مُحَاسَبينَ. {مَا تُمْنُونَ}: هِيَ النُّطْفَةُ فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ. {لِلْمُقْوِينَ}: لِلْمُسَافِرِينَ، وَالْقِيُّ: الْقَفْرُ. {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}: بِمُحْكَمِ الْقُرْآنِ، وَيُقَالُ بِمَسْقِطِ النُّجُومِ إِذَا سَقَطْنَ وَمَوَاقِعُ وَمَوْقِعٌ وَاحِدٌ. {مُدْهِنُونَ}: مُكَذِّبُونَ مِثْلُ {لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} {فَسَلَامٌ لَكَ}: أَيْ مُسَلَّمٌ لَكَ. إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأُلْغِيَتْ "إِنَّ" وَهْوَ مَعْنَاهَا كَمَا تَقُولُ: أَنْتَ مُصَدَّقٌ، مُسَافِرٌ عَنْ قَلِيلٍ إِذَا كَانَ قَدْ قَالَ إِنِّي مُسَافِرٌ عَنْ قَلِيلٍ وَقَدْ يَكُونُ كَالدُّعَاءِ لَهُ، كَقَوْلِكَ فَسَقْيًا مِنَ الرِّجَالِ إِنْ رَفَعْتَ السَّلَامَ فَهْوَ مِنَ الدُّعَاءِ. {تُورُونَ}: تَسْتَخْرِجُونَ. أَوْرَيْتُ: أَوْقَدْتُ. {لَغْوًا}: بَاطِلًا. {تَأْثِيمًا}: كَذِبًا.

([٥٦] سورة الْوَاقِعَةِ)

مكية وآيها تسع وتسعون ولأبي ذر سورة الواقعة.

(بسم الله الرحمن الرحيم) وسقطت البسملة لغير أبي ذر.

(وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي ({رجت}) من قوله: {إذا رجت الأرض رجًّا} [الواقعة: ٤]. أي (زلزلت) يقال رجه يرجه رجًّا إذا حركه وزلزله أي تضطرب فرقًا من الله حتى ينهدم ما عليها من بناء وجبل.

وقال في قوله: ({بست} فتت) أي (لتت كما يلت السويق) بالسمن أو بالزيت وقيل سيرت من قولهم بس الغنم أي ساقها.

({المخضود}) هو (الموقر حملًا) بفتح القاف والحاء حتى لا يبين ساقه من كثرة ثمره بحيث تنثني أغصانه (ويقال أيضًا لا شوك له) خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة وسقط لأبي ذر قوله الموقر حملًا ويقال أيضًا ({منضود}) في قوله: {وطلح منضود} [الواقعة: ٢٩] هو (الموز) واحده طلحة، وقال السدي: طلح الجنة يشبه طلح الدنيا لكن له ثمر أحلى من العسل وقوله منضود أي متراكب وهذا ساقط لأبي ذر.

((والعُرب}) بضم الراء وسكونها في قوله تعالى: {فجعلناهن أبكارًا عربًا} [الواقعة: ٣٦] هن (المحببات إلى أزواجهن) بفتح الموحدة المشددة.

({ثلة}) أي (أمة) {من الأولين} من الأمم الماضية من لدن آدم إلى محمد عليه الصلاة والسلام، {وقليل من الآخرين} [الواقعة: ١٤] ممن آمن بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعلنا الله منهم بكرمه. قال في الأنوار ولا يخالف ذلك قوله عليه الصلاة والسلام أن أمتي يكثرون سائر الأمم لجواز أن يكون سابقو سائر الأمم أكثر من سابقي هذه الأمة وتابعو هذه أكثر من تابعيهم.

({يحموم}) أي (دخان أسود) بالجر، ولأبي ذر: يحموم دخان أسود برفع يحموم وتالييه وقيل اليحموم واد في جهنم.

({يصرون}) أي (يديمون) على الحنث أي الذنب العظيم.

({الهيم}) في قوله تعالى: {فشاربون الهيم} [الواقعة: ٥٥] هي (الإبل الظماء) التي لا تروى من داء معطش أصابها قال ذو الرمة:

فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد ... صداها ولا يقضي عليها هيامها

وسقط هذا لأبي ذر.

({لمغرمون}) أي (لملزمون) غرامة ما أنفقنا ولأبي ذر: لملومون.

({روح}) في قوله تعالى: {فأما إن كان من المقربين فروح} [الواقعة: ٨٨، ٨٩]. أي (جنة ورخاء) وقيل معناه فله راحة وهو تفسير باللازم وسقط هذا لأبي ذر.

({وريحان}) ولأبي ذر: الريحان (الرزق) يقال خرجت أطلب ريحان الله أي رزقه وقال الوراق: الروح النجاة من النار والريحان دخول الجنة دار القرار.

({وننشئكم}) بفتح النون الأولى والشين، ولأبي ذر: {ننشئكم} بضم ثم كسر موافقة للتلاوة وزاد فيما لا تعلمون أي ({في أيّ خلق نشاء}) وقال الحسن البصري: أي نجعلكم قردة وخنازير كما فعلنا بأقوام قبلكم أو نبعثكم على غير صوركم في الدنيا فيجمل المؤمن بقبح الكافر.

(وقال غيره): غير مجاهد ({تفكهون}) أي (تعجبون) مما نزل بكم في زرعكم قاله الفراء، وقيل تندمون وحقيقته تلقون الفكاهة عن أنفسكم من الحزن فهو من باب تحرّج وتأثم ولأبي ذر: تعجبون بفتح العين وتشديد الجيم ({عربًا} مثقلة) بتشديد القاف (واحدها عروب مثل صبور وصببر يسميها أهل مكة العربة) بفتح العين العين وكسر الراء (وأهل المدينة الغنجة) بفتح الغين المعجمة وكسر النون (وأهل العراق الشكلة) بفتح المعجمة وكسر الكاف وهذا كله ساقط لأبي ذر وقرأ حمزة وشعبة بسكونها

<<  <  ج: ص:  >  >>