للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٠٦] سورة {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ}

وَقَالَ مُجَاهِدٌ {لإِيلَافِ}: أَلِفُوا ذَلِكَ فَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. {وَآمَنَهُمْ}: مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ فِي حَرَمِهِمْ.

([١٠٦] سورة {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ})

مكية وآيها أربع ولأبي ذر سورة لإيلاف وسقط له لفظ قريش.

(وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({لإيلاف} ألفوا ذلك) الارتحال (فلا يشق عليهم في الشتاء) إلى اليمن (و) لا في (الصيف) إلى الشام في كل عام فيستعينون بالرحلتين للتجارة على المقام بمكة لخدمة البيت الذي هو فخرهم وفي متعلق هذا اللام أوجه فقيل بسابقها لأن الله تعالى ذكر أهل مكة عظيم نعمته عليهم فيما صنع بالحبشة فجعلهم كعصف مأكولًا {لإيلاف قريش} أي أهلك أصحاب الفيل لتبقى قريش وما ألفوا ويؤيده أنهما في مصحف أُبيّ سورة واحدة وقيل متعلقة بمقدر أي أعجب لنعمتي على قريش، وقيل فليعبدوا وإنما دخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط أي فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لإيلافهم فإنها أظهر نعمة عليهم.

({وآمنهم}) أي (من كل عدوّ هم في حرمهم) وقيل آمنهم من الجذام فلا يصيبهم ببلدهم وقيل بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

[١٠٧] سورة {أَرَأَيْتَ}

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ {لإِيلَافِ}: لِنِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ {يَدُعُّ}: يَدْفَعُ عَنْ حَقِّهِ، يُقَالُ هُوَ مِنْ دَعَعْتُ، يُدَعُّونَ يُدْفَعُونَ. {سَاهُونَ}: لَاهُونَ. {وَالْمَاعُونَ}: الْمَعْرُوفَ كُلُّهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ {الْمَاعُونُ}: الْمَاءُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ أَعْلَاهَا: الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ، وَأَدْنَاهَا عَارِيَّةُ الْمَتَاعِ.

([١٠٧] سورة {أَرَأَيْتَ})

مكية أو مدنية وآيها سبع ولأبي ذر سورة أرأيت.

(وقال ابن عيينة) سفيان فيما ذكره في تفسير ({لإيلاف} لنعمتي على قريش) وعند أبي ذر هذا مقدم على سورة أرأيت وهو الصواب إن شاء الله تعالى.

(وقال مجاهد {يدع} يدفع) أي اليتيم (عن حقه يقال: هو من دععت يدعون) أي (يدفعون).

({ساهون}) أي (لاهون) عن الصلاة تهاونًا.

({والماعون}) هو (المعروف كله) كالقصعة والدلو (وقال بعض العرب) فيما حكاه الفراء

({الماعون} الماء. وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المفروضة وأدناها عارية المتاع).

كالمنخل والغربال والدلو والإبرة.

[١٠٨] سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرِ}

([١٠٨] سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرِ})

مكية أو مدنية وآيها ثلاث وثبت لأبي ذر لفظ سورة.

١ - باب وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {شَانِئَكَ}: عَدُوَّكَ

(باب وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله ابن مردويه في قوله تعالى: ({شانئك}) أي (عدوك) وسقط للحموي وقال ابن عباس: فقط.

٤٩٦٤ - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ».

وبه قال: (حدّثنا آدم) بن أبي إياس قال: (حدّثنا شيبان) بن عبد الرحمن التيمي مولاهم أبو معاوية البصري نزيل الكوفة قال: (حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا (قتادة) بن دعامة (عن أنس -رضي الله عنه-) أنه (قال: لما عرج بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى السماء قال):

(أتيت على نهر حافتاه) بتخفيف الفاء جانباه (قباب اللؤلؤ مجوّف) ولغير أبي ذر مجوفًا (فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر) زاد البيهقي الذي أعطاك ربك فأهوى الملك بيده فاستخرج من طينه مسكًا أذفر، وأخرجه المؤلّف بهذا في الرقاق من طريق همام عن أبي هريرة -رضي الله عنه- والكوثر بوزن فوعل من الكثرة وهو وصف مبالغة في المفرط الكثرة.

٤٩٦٥ - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَ: سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: ١] قَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ. رَوَاهُ زَكَرِيَّاءُ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَمُطَرِّفٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.

وبه قال: (حدّثنا خالد بن يزيد الكاهلي) أبو الهيثم المقري الكحال قال: (حدّثنا إسرائيل) بن يونس (عن) جده (أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي (عن أبي عبيدة) عامر بن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- (عن عائشة) -رضي الله عنها- (قال): أي أبو عبيدة (سألتها) يعني عائشة (عن قوله تعالى) ولأبي ذر عن قول الله عز وجل: ({إنا أعطيناك الكوثر} قالت): هو (نهر) في الجنة (أُعطيه نبيكم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد النسائي في بطنان الجنة (شاطئاه) أي جانباه (عليه) أي على الشاطئ. قال البرماوي كالكرماني: والضمير في عليه عائد إلى جنس الشاطئ ولهذا لم يقل عليهما

قال وفي بعضها شاطئاه در مجوّف (در مجوّف) بفتح الواو ومشددة صفة لدر وخبره الجار والمجرور والجملة خبر المبتدأ الأول الذي هو شاطئاه (آنيته

<<  <  ج: ص:  >  >>