للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن زيد: " أمرهم بتعلم السحر "

وقال الحسن: " كانوا إذا نشأ المولود فيهم، أكرهه على تعلم السحر.

ثم قال تعالى: {والله خَيْرٌ وأبقى} أي: خير ثواباً وأبقى عذاباً.

قال محمد بن كعب: معناه: " خير منك ثواباً أن أطيع، وأبقى منك عذاباً إن عصى " وهذا جواب منهم لوله: {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وأبقى}.

قوله تعالى: {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً} إلى قوله: {وَلاَ تخشى}.

والمعنى: إن السحرة قالوا لفرعون {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً} أي مكتسباً الكفر، فإن له جهنم أي: مأواه [جهنم ومسكنه] جزاء على كفره. {لاَ يَمُوتُ فِيهَا} فتخرج نفسه {وَلاَ يحيى} فتستقر نفسه في مقرها، ولكنها تتعلق بالحناجر. وعلق الإتيان بالله مجازاً في هذا. والمعنى: من يأت موعد ربه " كما قال إبراهيم: {إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: ٩٩] أي: إلى موعد ربي. وليس الإتيان إلى الله إتيان مقاربة منه، لأنه قريب في كل أوان لا يبعده مكان ولا يقربه مكان، ولا يحويه مكان دون مكان، ولا يحتاج إلى مكان لأنه تعالى لم يزل قديماً قبل المكان ولا تجوز صفة القرب بالمكان إلا على الأجسام، لأنها

<<  <  ج: ص:  >  >>