للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأخرى وهي نار السموم، فخلق إبليس اللعين منها، وكل هذا من أول السورة، نعم أنعم الله بها على خلقه ذكرها وعددها فلذلك قال بعد ذلك. {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} أي: فبأي نعم ربك تكذب الأنس والجن. فالضمير في {تُكَذِّبَانِ} في جميع السورة يعود على الأنس والجن الذين مضى ذكرهما في قوله {خَلَقَ الإنسان} {وَخَلَقَ الجآن} لكنه تقدم فيه ضميرهما قبل ذكرهما في الأول خاصة لأن المعنى مفهوم.

ثم قال {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} وقد تقدم شرحه.

قال {رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين} يريد مشرق الشمس في اشتاء ومشرقها في الصيف وكذلك مغربها، {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قد تقدم، وليس ذلك كله بتكرير، لأنه تعالى يذكر لهما غير النعم المتقدمة. ثم ينبه عليها قوله {مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ}.

أي: أرسلَهُما وخلاّهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>