للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقية أسئلة محاضرة

[كيف تهنأ بشربة من حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ ٢]

أقول: لماذا قال عمر -رضي الله عنه وأرضاه- عن صلاة التراويح: "نعمة البدعة" والبدعة ما عمل على غير مثالٍ سابق؟

الجواب: عن هذا السؤال مرّ في كلامنا، وأن شيخ الإسلام قال: إنها بدعة لغوية، والشاطبي قال: مجاز، والذي قررناه أن هذا من باب المشاكلة، والمشاكلة كما تحصل في صريح الكلام، كما أوردنا من الآية والبيت، هذا صريح في مشاكلة اللفظ، لكن هناك من المشاكلة ما يرد في تقدير الكلام، وهذا نص عليه علماء البلاغة، يكون الكلام مقدر، كأن قائلاً قال: ابتدعت يا عمر، أو خشي عمر -رضي الله عنه- أن يقال له: ابتدعت، فقال: نعمت البدعة، وأسلوب المشاكلة معروف في لغة العرب، وجاءت به النصوص، حتى حمل عليه بعض نصوص الصفات، كالمكر والخديعة والاستهزاء و ((إن الله لا يمل حتى تملوا)) قال بعضهم أن هذا من باب المشاكلة، ولا يمكن أن يضاف الملل وينسب إلى الله -جل وعلا-، فالقول بالمشاكلة معروف ومطروق عند أهل العلم.

هناك أخت تسأل: تقول: إذا اعتبرت صلاة التراويح من العمل المفتوح، وليس البدعة، فما رأيك بإقامة الموالد مع العلم أن إقامتها لا تمس العبادات بشيء، وأنت تعلم ما صاحب إقامة هذه الموالد من تكفير الناس؟

أولاً: المولد لم يحدث في القرون المفضلة، وكونه أمر عادي هذا ليس بصحيح؛ لأن من يقيمه يرجو به ثواب الله -جل وعلا- ويتعبد به، ولم يسبق له شرعية من كتابٍ ولا سنة، ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا فعله خيار الأمة من صحابته الكرام الذين هم أحرص الناس على اتباعه، وما وجد إلا بعد القرون المفضلة، وجد في عهد الفاطميين، وأما قبل ذلك فلم يوجد، فعلى كل حال هو بدعة.